كيف تتعامل مع الإنسان العصبي !

د. سحر رجب

تعرف الإنسان العصبي، بمجرد النظر إلى ملامحه، وبدون حاجة إلى الحديث معه .

الشخص العصبي، هو الذي لا يحتمل النقاش، وسريع الانفعال، حتى على صغائر الأمور، كما أنه لا يقبل النقد، أو التحدي، ولا يحتمل المساس به في أي أمر، ويترك الجلسة والنقاش لأتفه الأسباب، كما أنه دائم القلق والتوتر .

تعريف الشخصية العصبية:

هي الشخصية التي يكون لديها الشعور السريع بالغضب ، وهذا الغضب ناتج عن مشكلات في التواصل مع الآخرين، مثل:
– سوء فهم الأشخاص الآخرين لها .
– أو معاملتهم لها بسلوك خاطئ .
– أو الشعور بالعجز عن التصرف في بعض المواقف.

صفات الشخصية العصبية:

– يصعب التواصل أو التحدث معها بشكل إيجابي .
– يصعب أن تتقبل وجهات نظر الآخرين وأفكارهم .
– يصعب أن تعترف بمشاعرها وتعبر عنها بصدق .
– لديها العديد من الأفكار المتناقضة والمشاعر المختلطة منها :

_ عدم صدقها مع نفسها
_ عدم قدرتها على الاعتراف بالمشاعر العاطفية التي تشعر بها مثل: تأنيب الضمير، أو الخوف، أو الذنب ،فتلجأ إلى إخفائها والهرب منها عن طريق العصبية والغضب وإثارة المشكلات وعكس المواقف، وذلك بهدف أن تظهر هذه الشخصية بشكل قوي وشديد أمام الأشخاص الآخرين، وأن تفرض سيطرتها.
_ تنظر إلى المواقف على أنها تحد شخصي، ومنافسة يجب عليها أن تثبت نفسها من خلالها ، كما أن الأفكار والآراء التي يطرحها الآخرون ما هي إلَّا محاولات لتهديد سيطرتها والحد منها.
_ تعكس غضبا جسديا مبالغا فيه:
وذلك بسبب القلق والتوتر الدائم مثل .
توتر العضلات، والتعرق الشديد، وارتفاع الحرارة أحيانًا ، والرجفان.
فقدان روح الدعابة والقدرة على المزاح مع الآخرين.
_ يمكن أن تعاني الشخصية العصبية من عدة مشكلات اجتماعية ونفسية وجسدية، وذلك بسبب قضاء الكثير من الوقت بالعصبية والغضب ،أي أن غضبها ليس حالة مؤقتة وعابرة.
_ تلجأ إلى السلوكات السلبية والعنف عندما تشعر بالاضطهاد، أو عندما يعتدي أحدهم على ممتلكاتها؛ مثل تكسير الأشياء.
_ ليس لديها القدرة على ضبط انفعالاتها، فيمكن أن تلجأ إلى الصراخ أو القتال.

الأسباب التي تجعل الشخص عصبياً؟

_ سيطرة البؤس الداخلي على الشخص، نتيجة لفقدان شخص قريب جداً منه.
_ الغضب، وعدم الارتياح، بسبب القلق والتوتر الناتجان عن خلافات العمل والمشكلات والضغوطات اليومية.
_ تعرض الشخص إلى بعض المواقف التي من شأنها الإساءة إليه، الأمر الذي يثير غضبه ويؤذي مشاعره، مثل: الانتقاد السلبي .
_المناخ، والظروف البيئية، والأحوال الجوية المزعجة، فمثلاً:
يمكن أن يسرع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ومزعج من الحالة الانفعالية للشخص.
_الإحساس بالإحباط أو الفشل أو الخسارة والاستياء الذي يمكن أن يسببه فقدان الشخص فرصة لتحقيق أهدافه التي يطمح لها، والتي يمكن أن تجعل الشخص سريع الغضب وعصبيا.

كيفية التعامل مع الشخصية العصبية:

– اختيار الوقت المناسب للتحدث معه.
– تجنب رفع صوتك في حالة غضب الشخصية العصبية والتزم الهدوء قدر المستطاع ، والتمس الأعذار، وإلا سيسوء الوضع بشكل كبير وإن لم تستطع فعل ذلك، فالحل الأمثل هو المغادرة.
– عدم توجيه الانتقاد للشخصية العصبية، خاصة أمام الآخرين:
لا يحب الكثير منا اللوم أو الانتقاد، أو حتى الاعتراف بالأخطاء أمام الأشخاص الآخرين .
– محاولة تفهم سبب غضب الشخصية العصبية والاهتمام بحديثها وأن تحاول الشعور بما تشعر به والتفاعل معها.
– تأجيل العتاب إلى وقت لاحق في حال أخطأت الشخصية العصبية بحقك:
– اعتماد الابتسامة في التعامل مع الشخصية العصبية:
– يمكن أن يكون للابتسامة بوجه الشخصية العصبية تأثير كبير في كسر حدة حالة الغضب التي تعيشها، ولكن يجب أن تكون حكيما ، وألا تتحول الابتسامة إلى سخرية
– محاولة تغيير وضعية جسم الشخصية العصبية
يمكن أن يكون لهذا دور جيد في تخفيف حدة الغضب، مثل:
التنفس بعمق، والمشي قليلاً، وتغيير المكان ولكن يجب الانتباه إلى عدم طلب ذلك بشكل مباشر
– التوقف عن مناقشة الشخصية العصبية إذا شعرت بأن النقاش سيصبح حادا ،و إذا شعرت بأن نقاشك مع الشخصية العصبية سيذهب إلى مكان أكثر تعقيداً، ويصبح أكثر حدة فحاول بكل حكمة وذكاء أن تغير الموضوع وأن تُلطِّف الأجواء
– اختيار الكلمات بحكمة قبل نُطقها، حيث يجب عليك انتقاء كلماتك في أثناء حديثك مع الشخصية العصبية، لذا اختر العبارات المهذبة والكلمات اللطيفة، وحاول تجنب النقاش الحاد والعبارات غير اللائقة، أو تذكير هذه الشخصية بالمواقف التي تُسببث لها الإزعاج.
تجنب نُصح الشخصية العصبية في حالة غضبها:
عليك الاحتفاظ بنصائحك، ومحاولة تقديمها بوقت مناسب
لتتمكن الشخصية العصبية من تقبلها إذ لن يزيد نصحك لها في وقت الغضب الأمر إلا سوءاً.

علاج الشخصية العصبية:

– محاولة تعلم تقنيات الاسترخاء:
-قضاء بعض الوقت مع حيوان أليف.
– تمرينات اليوغا.
– العلاج العُطري
– ممارسة التمرينات الرياضية.
-المساج والتدليك.
-التأمل.
– الاستعداد للمواقف المختلفة:
إنه لمن المعروف أنه لا يمكن التخطيط والتنبؤ بكل الأحداث التي يمكن أن تقع في الحياة، ولكن من المستحسن أن يستعد الشخص العصبي مسبقا للمواقف المختلفة التي يمكن أن تواجهه، فهناك بعض المواقف الاجتماعية ومواقف العمل التي يمكن للشخص العصبي أن يتهيأ لها مسبقا.
– تقبل الشعور بالعصبية :
على الشخص العصبي أن يذكر نفسه دائماً بأن العصبية أمر طبيعي، وأن كل شخص معرض إلى الشعور بالعصبية عند مواجهته التحديات والظروف الصعبة التي قد تواجهه
– التفكير بإيجابية :
إن الأسباب التي تدفعك إلى العصبية غالباً ما تكون نتيجة عدم الثقة أو القلق من أنك ستفسد الأمور لكن، عندما تبدأ الشعور بأنك ستفقد السيطرة على أعصابك، فكر مباشرة بشكل عقلاني وإيجابي، وابتعد عن التفكير بسلبية، وتصور النتيجة المرجوة محققة .
تواصل الشخص العصبي مع شخص مقرب منه:
سيساعد تواصل الشخص العصبي مع شخص مقرب منه -مثل: الوالد، أو الوالدة، أو أحد الأصدقاء الذين يثق بهم- ومشاركته مشاعره معهم، على وضع الأمور في نصابها، وتمكنه من السيطرة على عصبيته والتفكير بشكلٍ أكثر إيجابية، ويقلل من التوتر والقلق لديه.

في العموم تتصف الشخصية العصبية بطيبة القلب، فعندما تخطئ هذه الشخصية بحقك، لا تعاتبها مباشرة ، إنما انتظر حتى تهدأ،فالأفراد العصبيين يمتلكون ميزة التعاطف و هم قادرون على منح الحنان للأشخاص من حولهم .

و الرجل العصبي يحب في المرأة أن تقدره و تشعره بالحب و تحيطه به .

هكذا تعرفنا على الشخصية العصبية وكيفية التعامل معهاوتذكر أنك لو تحليت بالصبر في لحظة غضب فسوف تنجو من مئات الأيام المليئة بالندم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى