أخبار ثقافية

مريم الحتروشية تعزف “سوناتا” أولى إلى مدينة صور

متابعة- إسحاق الحارثي

في كتابها الجديد تمضي الكاتبة مريم الحتروشية في مشروعها الاحتفائي بالمكان، فمدينة صور حاضرة بقوة منذ العنوان حيث تكتب “سوناتا” أولى موقنة منذ الوهلة الأولى، كما تقول في التقديم “أنه لن تكف النوستالجيا عن الالتياع مكانا وزمانا وشخوصا على هذه الأرض التي حملت اسم صور، فعلى هذه الأرض ما يستحق إعادة الحياة. فجاءت هذه الترنيمات إلى صور”.
ويأتي العنوان الأول على اسم جبل في مدينة صور، كمس، فيكون النص الأول باسمه وكأنه يقول “مدّ بصرك لتراني”، فتمضي الكاتبة في رسم حروفها على إيقاع حضوره: “أفوّض روحي غماما يقفو مرابعك، فيهطل المطر وتتشرب الذاكرة رذاذ المشاهد الوسنى، المشاهد العامرة بالسكنى، السكنى الندية بطيوف الغابرين، فتستفيق الأرض بمن فيها، وما فيها، أي طريق يأخذني إليك.. حلم أوزعه على حجارة الطرفات فتغدو وادعة باسمة في أماكنها، ترحب حتى بالأقدام التي تركلها وتدهسها”.
ومثلما تكتب أغنيات النص إلى الجبل، فإن حضور البحر في مدينتها صور لا يمكن إلا كتابته بحروف زرقاء:
سأحرس أمواجك التي لا تنام..
وطيورك التي تغني للفجر.
والكلاب التي تبحث أمام بابك عن بقايا طعامك..
والطيور التي تحلق على الموج وأعلى..
تربت على كتف موجة ثائرة،
كي تنسل الزرقة من بين أنياب البياض الفجّ لثوران البحر.

في الكتاب، والصادر عن دار لبان للنشر، تتجلى النصوص بتلك المقاربة بين الشعر والنثر، أغنيات تتبع أثر الأمكنة، كما عاشتها الحتروشية بروحها، ورأتها بقلبها.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى