
الشرطي يقف عند باب زنزانة سام ، ويضرب قضبان السجن بعصاته فتح سام عينيه ببطئ وناظر الشرطي الذي قال له : هيا إنهض عربة نقل المساجين في انتظارك لنقلك إلى ل
سجن مركز المدينة.
سام : وكيف ذلك ولم يتم عرضي على المحكمة ، وننتظر دليل براءتي من محطة الحافلات.
الشرطي : أعلم ذلك لكن أغلبنا سنكون في إجازة رسمية ولن يتواجد أحد هنا غير الطوارئ فقط فلأفضل نقلك إلى سجن مركز المدينة.
سام : إذا نذهب غداً ليس اليوم.
الشرطي : عربة نقل المساجين بإنتظارك.
ثم نظر للسجين الآخر وقال : أنت كذلك يا توماس أستعد لذهاب.
توماس بكل إرتباك : حسنا.
نهض سام من مكانه وفتح الشرطي باب السجن وقيد يد سام وتوماس ووضعهما في العربة التابعة للشرطة لنقل المساجين.
وصلت العربة إلى سجن مركز المدينة وتم إدخال سام وتوماس إلى غرفة تسليم العهدة والتفتيش الذاتي ، نظر الشرطي إلى السجان وقال له : هؤلاء هما السجينان تعلم أنت الباقي.
غمز السجان إلى الشرطي الذي غادر المكان.
السجان : أي شيء تمتلكانه ضعاه على الطاولة.
أخرج سام من جيبه محفظته الفارغة ووضعها على الطاولة وتوماس أخرج من جيبه مجموعة مفاتيح ومحفظه.
السجان : أخلعا ملابسكما من أجل التفتيش.
سام : ولماذا؟
السجان: من أجل التفتيش ألم تسمع.
سام : لقد سمعت ولكن هذا ليس من حقك.
السجان يبتسم وهو يقترب من سام ويضع عينه في عين سام قائلاً : أنا هنا الذي أعرف ماهو يحق لي أو لا هل تفهم.
سام ينظر له بكل ثقه : وأنا أقول لك ليس من حقك لأن نحن لسنا سجينان ولم يصدر ضدنا حكم من المحكمة وتم جلبنا هنا مؤقتاً ، لذلك هذا ليس من حقك.
ينظر السجان إلى سام ثم أبتعد عنه وقال : اذهبا لتلك الغرفة وبدلا ملابسكما.
ذهب سام وتوماس للغرفة وبدلا ملابسهما ثم اقتادهما السجان إلى السجن الذي سيضعان فيه ، وأغلق الباب عليهما ثم قال بسخريه : أتمنى لكما إقامة لطيفه معنا.
كان بالسجن سريران متعامدان ودورة مياه ومغسله للاغتسال.
سام : أنا سأنام في الأعلى.
توماس وهو متردد : مالذي سنفعله الآن هل سيتم سجننا بدون محاكمة.
سام يستلقي على السرير : مسألة وقت وسنعود إلى حجزنا أو يتم الإفراج عني أما قضيتك أنت لا علم لي بها.
توماس : أنا أعمل محاسب في إحدى الشركات المعروفة وتم اتهامي بقضية غسيل الأموال.
سام : دائماً مثل هذه القضايا تخرج بتسوية مع مصلحة الضرائب وسيفرج عنك.
توماس : إنني في حالة فوضى عارمة من الداخل.
سام : تمتلك الآن الوقت الكافي هنا لترتب فوضتك الداخلية والآن دعني أنام فكانت ليلتي طويلة ومرهقة جداً.
وأغمض سام عينيه وأما توماس فجلس على طرف سريره مرتبك وخائف.
أشرقت شمس الصباح صوت الصافرة بالسجن وفتح قفل أبواب السجن إلكترونيا ، صوت المساجين وهم يخرجون من زنازينهم ، فتح سام عينيه فوجد توماس يقف على قدميه مرتبكا ويتوجه إلى باب السجن فقال له سام : يبدو إننا في قسم النزلاء العام لا تخرج.
أخرج توماس رأسه خارج الزنزانة ليرى مايحدث بالخارج فرآه بعض المساجين فرجع لداخل واللتصق بآخر الجدار ، وأما سام ظل متمدد على سريره يناظر السقف ، دخل إلى الزنزانة أربعة رجال مفتولي العضلات ، يتقدمهم زعيمهم الذي قال : أرى اليوم زوارا على غير العادة أهلا وسهلاً بكم.
توماس يناظر الرجل في خوف وأما سام لا حراك يذكر قال الزعيم : أنت ما أسمك؟
توماس يشير إلى نفسه قائلاً في خوف : أنا ؟
الزعيم : نعم أنت.
توماس برتباك : أسمي توماس.
الزعيم : توماس أن حذائك جميل أعطني إياه.
توماس : لكن ليس بمقاسك.
الزعيم : لا دخل لك أعطني حذائك قبل أن أستعمل طرق أخرى لآخذه منك.
وما كان من توماس إلا أن خلع حذائه ورماه له.
الزعيم : نظارتك الطبية التي ترتديها كأنها للقراءة.
توماس : نعم هيه كذلك .
الزعيم يمد يده : أعطني النظارة.
خلع توماس نظارته من دون نقاش وأعطاها له.
ثم قال الزعيم : بقي شيء آخر إخلع قميصك وبنطالك.
هز توماس رأسه بالنفي فقترب منه لكن قفز سام من فوق السرير قاطعاً الطريق على الزعيم قائلاً : هيا خذ رجالك ورحل من زنزانتي.
الزعيم : ومن تكون أنت؟
سام : لن يعجبك ما ستعرفه عني فغادر على قدميك قبل أن تغادر محملاً بأكتاف رجالك.
الزعيم يضحك هو ورجاله قائلاً : أريني كيف ستفعلها.
وما أن انتهى من آخر كلمة قالها حتى تفاجئ بقبضة سام تأتيه بغته لتلكم فكه وقبل أن يقع أمسك برأسه وضربه بقوة على الجدار وسقط مغشياً عليه على الفور ،ثم هاجمه أحد رجال فمد سام قدمه بحركة تايكوندو سددها على رقبة الرجل الذي سقط هو الآخر مغشياً عليه بجانب زعيمه ثم قال سام وهو ينظر لرجلين الآخرين : أنتم تدينون لنا بحذاء صاحبي فأرجعوه له.
فرمى له الحذاء بسرعه ، نظر سام لنظارة توماس وجدها قد تحطمت بسبب العراك فقال لرجل الذي يرتدي نظارة شمسية : تدينون لنا أيضاً بنظارة أخرى أظن سنكتفي بنظارة الشمسية عوضاً عنها.
أعطى الرجل سام النظارة الشمسية دون مقاومة فأردف لهما قائلاً : اخرجا صاحبكما من هنا فوراً ولا تعودوا مرة أخرى.
فحمل الرجلين صدقيهما وخرجوا مسرعين من الزنزانة فقال توماس : شكراً لك أنك دافعت عني لولاك ما كان أحد سيعلم ما سيحدث لي.
سام : خذ أرتدي حذائك وأما هذه النظارة فهيه لي ، يجب أن تكون قوياً لا تظهر خوفك سوف يلتهمونك.
أرتدى سام النظارة الشمسية وخرج من الزنزانة متجهاً إلى صالة الطعام وتبعه توماس
يتبع…



