شعر و قصص

غابة الذئاب الفصل الأول

بقلم سمير الشحيمي

عند منتصف الليل توقفت الحافلة في إحدى محطات مدينة (النجمة الثنائية) ونزل منها رجل متوسط الطول رياضي أسمر البشرة ويحمل بيده حقيبة رياضية صغيرة يتجه إلى إحدى الفنادق ، يأخذ غرفة ويدفع مبلغها نقداً ؛ دخل إلى غرفته واستلقى على السرير ليريح نفسه من عناء سفر طويل وبدأت ذاكرته تستعيد ذكريات قديمة مشوشه ثم أغمض عينيه ونام.

في الطرف الآخر من نفس الليلة على حدود (المدينة الغائمة) رجل يجري متسترا بظلام بين الحشائش هارباً من رجلان يقتفيان أثره ولكن عاجلته رصاصة من الخلف أصابته في ظهره ووقع على الأرض ينزف ؛ ووقف أمامه الرجلان صوب أحدهما سلاحة على رأس الرجل وأطلق عليه النار ومات على الفور.

صباح اليوم التالي يستيقظ الرجل بالفندق ، يستعد للخروج ، يقف عند باب الفندق حاملاً حقيبته بيده يلتفت يمنى ويسرى ثم تحرك حتى توقف أمام مطعم صغير ودخل وطلب طعاماً ليأكله ؛ وهو ينتظر يشاهد التلفاز المعلق على الجدار ، نشرة الأخبار تعرض خبرا ، أن الشرطة وجدت رجلاً مقتولاً على حدود المدينة الغائمة وأن الرجل المقتول يدعى (فرانك كوين) مدير قسم بدائرة الإقامة والهجرة ؛ لمعت عين الرجل الذي كان يتابع الخبر حيث ترك مكانه وخرج مسرعاً وأستقل الحافلة متوجهاً إلى مدينة الغائمة.

(مقبرة المدينة الغائمة) إنتهت مراسم الجنازة الكل يلقي التحية على مرأة ترتدي ثوب لونه أسود تحت الركبة ، وعلى رأسها قبعة سوداء مستديرة إمتلأت عينيها بالدموع.
رحل الجميع اللتفتت للخلف وجدت الرجل الأسمر يقف عند شجرة الصنوبر يبادلها النظرات ثم تحرك بإتجاهها وأحتضنها قائلة وهيه تبكي : لقد مات أبوك يا سام.

يتبع…

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى