الدكتور أحمد علي سليمان، يعزي ابن عمته في وفاة نجله الغالي فقيد الشباب الطبيب/ محمد محمد العشري
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: ١٥٥-١٥7).
يتقدَّم الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وأسرته في القاهرة والغربية بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أخيه وابن عمّته الغالي الأستاذ محمد السيد العشري، في وفاة نجله الغالي الطبيب الشاب الخلوق د. محمد محمد السيد العشري، الذي انتقل إلى جوار ربه الرحيم بعد صراعٍ مع المرض، محتسبًا صابرًا راضيًا بقضاء الله تعالى وقدره. كما يتقدم بالعزاء والمواساة إلى المهندس السيد السيد العشري وعلائلات العشري في هذا المصاب الأليم.
لقد كان الفقيد الغالي من خيرة شباب مصر خُلُقًا وأدبًا وعلمًا، فقد عُرف
- بدماثة خُلُقِه
- وصفاء روحه
- وحبّه للخير والناس
- وتفوقه العلمي
- صبره واحتسابه
- ولكنّ الله عز وجل أحبّه، فاختاره لجواره، واصطفاه لرفقة نبيه الكريم ﷺ في دار البقاء، حيث لا تعب ولا نصب، ولا وجع ولا ألم.
أخي محمد العشري: هذا مراد الله ولابد أن نسلم لمراده، فالله اختاره بالذات لما يعلم عنه من جمال سيرته وجلال سريرته.. نعم اختاره الله ليعجل له بالنعيم.. نعم لقد سبقنا إلى روضات الجنات.. إنه شهيد؟
نعم إنه شهيد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ ، والمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ) أخرجه البخاري. وقال أيضا: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ) أخرجه البخاري، المبْطُونُ، وهو الَّذي يَموتُ بمرَضٍ أو داءٍ في بطْنِه..
إنّ المصاب جلل، والفقد أليم، والخطب جسيم، ولكنّ الرضا والتسليم والصبر والإيمان بقضاء الله يُسكّن الروع، ويجبر الكسر، ويُبدِّد وحشة الحزن بطمأنينة الرضا، فالله تعالى يقول:
(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (الحج: 75)،
وما كان اختيار الله لعبدٍ إلا لحكمةٍ ورحمةٍ واصطفاء.
وإنّني إذ أعزيكم أخي الحبيب، أذكركم ووالدته وعائلة العشري وأحباب الفقيد: بأنّ الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن صبر اصطفاه، وإنّ الصابرين هم المكرّمون عند ربهم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون، فيقال لهم: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المرسلات: ٤٣). وقال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر: 10).
اصبروا وصابروا ورابطوا -ربط الله على قلوبكم-، واطمئنوا، فابنكم – بإذن الله – في مكانٍ أرفع وأكرم وأفضل، إنه في عناية الله وفي جوار سيدنا رسول الله ﷺ، إنه في أمان وسلام.. تحفُّه الملائكة، وتظلّه الرحمة، وتغمره أنوار الرضا والقبول.
اللهمّ يا واسع الرحمة، يا أكرم الأكرمين،
اغفر لعبدك محمد محمد السيد العشري، وتجاوز عن سيئاته، وضاعف حسناته، واجعل مرضه كفارةً له ورفعةً درجاته.
اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وافتح له بابًا إلى الفردوس الأعلى، وارزقه النظر إلى وجهك الكريم، واجمعه بوالديه وأهله في دار النعيم المقيم.
اللهمّ اربط على قلب والديه وأهله وأحبابه، واشرح صدرهم اربط يا ربنا على قلوبهم بالصبر والرضا والسكينة والتسليم، اللهم اجبر الله كسرهم، وأحسن عزاءهم، وألحقنا به في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
اقبلوا البشرى قال الحق تبارك وتعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ . فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ . وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ . وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ . يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ . وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور: 17-28)
خالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد الكريمة، وعائلات العشري في المحلة الكبرى، وفي السنطة وفي القاهرة، سائلين الله أن يُلهمهم الصبر الجميل، وأن يرزقهم الرضا واليقين، وأن يجعل مصابهم هذا في ميزان الأجر والثواب.
رحم الله الفقيد رحمةً واسعة، وجعل مثواه الجنة، وأكرم نزله، وجبر قلوب أهله ومحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.