
على كرسيٍّ في الحديقةِ أبصرتُهُ يرنو إليَّ بسحرِ عينيهِ المُضيئِ
فجذبتني عيناهُ، وانسابتْ خُطايَ إلى همساتهِ، إلى بوحٍ خفيِّ
وتحدّثَ العشّاقُ في لغتِ الهوى فانثالَ شعري من حروفٍ في يديه
ورسمَ ابتسامةً على وجهي فغدتْ أيّامي ورودًا تُزهرُ بينَ كفّيه
وأتى قريبًا، فاستمعتُ لنبضهِ
يدنو إليَّ بصادقِ الأشواقِ حيِّ
وألقى تحيةَ عاشقٍ فتمازجتْ روحي بروحٍ في ابتسامٍ سرمديِّ
قال: “بوجهكِ نورُ فجرٍ ناضرٍ يُحيي الغرامَ ويوقظُ الذكرى لديّ
يا لروعةِ الألفاظِ من شفتَيه إذْ همسَ الهوى في نشوةٍ، في مُقلتيّ
في عينهِ ومضُ السناءِ، وحديثُهُ سحرٌ يذيبُ قلوبَنا في لحظتيْ
يسري بقلبي، هادئًا، متمايلًا كنسيمِ فجرٍ في رياضِ المقلتيْ
سكَنَ الفؤادَ بصوتِ لحنٍ خافتٍ فأعادَ نبضي بالهوى والهمسِ لي
وأذابني لمسُ اليدينِ برِقّةٍ
في قُبلةٍ تُحيا وتُفني مهجتي
أحببتُهُ عشقًا سما من نبعهِ فالحبُّ بدءٌ والعشوقُ خَصيصتي
أمسكَ يدي، وهمسَ: “ليتَ بدرَكِ يخشى الضياءَ أمامَ نورِ طلعتِي”
يقولُ: “إنّ الشمسَ تغارُ إذا رأتْ سحرَ الجمالِ يفيضُ من قسماتِي”
هو أوّلُ الأحبابِ في قلبي سكنْ فاللهُ يجمعُنا بدومِ مودّتي.