
أنصار الصدر في الناصرية يطالبون بمقاطعة الانتخابات، 14 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
تتخوف معظم الأحزاب والتحالفات العراقية، بما فيها التحالف الحاكم في البلاد “الإطار التنسيقي”، من حملة المقاطعة التي يقودها أنصار زعيم التيار الصدري التي ترفع شعار مقاطعة الانتخابات، وصاروا يؤكدونها عبر مسيرات واحتجاجات في محافظة البصرة، جنوبي العراق. ومن المتوقع أن تشهد العاصمة بغداد حملات واسعة للمقاطعة تتخللها احتجاجات واسعة، فيما تزداد خشية الأحزاب التقليدية من أن تؤثر هذه الحملة بقاعدتها الانتخابية، ولا سيما مع اتساع نطاقها لتشمل تيارات مدنية وتجمعات سياسية شبابية، منبثقة من الحراك الاحتجاجي السابق، وآخرين ناقمين على النظام السياسي القائم.
واعتبر “وزير الصدر” وهو صالح محمد العراقي، الذي يتولى نشر مواقف الصدر وآرائه السياسية، أن بديل مقاطعة الانتخابات هو “الإصلاح الشامل” و”تغيير الوجوه، لإنقاذ العراق”. وهاجم العراقي، الأحد الماضي، كلاً من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وزعيم مليشيا “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، قائلاً: “كيف نعطي أصواتنا لمن تقول تسريباته إنه يريد قتلنا والهجوم علينا في النجف الأشرف؟ أو نعطيه لمن (فصّخ مصفى بيجي)”، في إشارة إلى نهب مصفاة بيجي النفطية من قبل مسلحي المليشيا.
وكان الصدر قد انسحب في 15 يونيو/حزيران 2022، من العملية السياسية في البلاد، مؤكداً عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة “الفاسدين”. وجاء ذلك خلال اجتماعه في النجف وقتها بنواب الكتلة الصدرية الذين قدموا استقالاتهم من البرلمان بعد ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية. وعقب ذلك، تمكن تحالف الإطار التنسيقي، من تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، بالاتفاق مع الأحزاب الكردية والسُّنية.
ورغم المخاوف الكبيرة لدى معظم الأحزاب، وما رافقها من إتاحة المجال للمحللين والصحافيين التابعين للإطار التنسيقي والفصائل المسلحة بالظهور الإعلامي ومهاجمة الصدر وبيانه الأخير الخاص بالمقاطعة، إلا أن القيادي في التيار الصدري، الشيخ صادق الحسناوي، أكد أن التيار الصدري لا يُجرِّم المشاركين في الانتخابات. وقال الحسناوي في مقابلة تلفزيونية، إن “التيار لم يجرِّم من شارك في الانتخابات، ولم يجرِّم من يريد مقاطعتها، فهي حق وليست واجباً على المواطن، ولا تشكّل إثماً عليهم إذا تركها أو شارك فيها”، موضحاً أن “الموقف سياسي نتيجة متغيرات وتراكم الفساد والأخطاء في إدارة الدولة العراقية منذ عام 2003، ومقاطعة الانتخابات إجراء لتقد�