قصائد و مقالات

ما بين قوية ومتعبة

الكاتبة /وجنات صالح ولي.

حين تختبئ الدموع خلف صلابة ملامح لا تنكسر.

هي إمرأة لا تُشبه أحدًا، تحمل في ملامحها هدوء البحر، لكن في أعماقها تصارع أعاصيرًا لا تنطفئ. إمرأة غامضة صبورة، واجهت تيارات الحياة القوية بوجه ثابت، وخاضت معارك الجزر والمدّ بروحٍ لا تعرف الاستسلام.
قد تراها في لحظات صمتها مترددة، مثقلة بخيبات الأمل، حزينة منطفئة الشغف. تصرخ من الداخل صرخات لا يسمعها أحد، لكنها أمام العيون تقف شامخة، قوية، لا تهاب شيئًا، ولا تترك للعثرات فرصة أن تُثنيها. كل ما يصعب عليها تجتازه بإصرار وعزيمة، وكأنها وُلدت لتكون جسرًا متينًا يعبر الآخرون عليه دون أن يروا تشققات قلبها. تسكنها قوة
مخيفة أحيانًا، قادرة على كسر قلوبٍ قوية دون أن تلتفت خلفها. ومع ذلك، يبقى السؤال حاضرًا: كيف تشكلت تلك المرأة من ذلك الهدوء وعالم الإستكنان وقلب بريئ يحب الحياة والبدايات، لقلب واعي يخطو خطوات ثابتة أمام متغيرات الحياة ،ومن قلبٍ بريء أحب الحياة يومًا بكل صفاء؟ إلى قلب متمرد بهيبة عقل لا يضعف من الحياة .
إنها الحكاية التي لا تُروى في الكتب؛ إمرأة جمعت بين النقاء والقسوة، بين الرقة وصلابة الحديد. مارست جميع الأدوار، صديقة، أم، عاشقة، ملهمة، وسند لمن حولها. حتى أصبحت إمرأة لا تُهزم، تهتم بأدق تفاصيل حياتها، وتُغطي تحت جناحيها من استظلّوا بها، ثم تُكمل المسير بخطوات ثابتة وعقل واعٍ رغم كل المتغيرات.
وفي النهاية، تبقى هي القوية المتعبة الغير مترفة … إمرأة لم تعرف الترف، لكنها عرفت كيف تُبقي نفسها واقفةً بصمود ، وكيف تحيا رغم كل ما أنهكها، لتكون الدليل الصامت على أن القوة ليست خالية من التعب، وأن الصمود لا يعني غياب الألم.

وفي الختام أن وجدتي نفسك بين سطوري ولمست كلماتي قلبك فتذكري بأنني أشعر بك حتى وأنتِ في قمة تعبك وصمتك وأخبرك .
قد تكون هي أنتِ ، أو أنا، أو أي قلب مرّ بمحطات متناقضة من الألم والصمود. فلتتذكّري أن التعب لا ينفي القوة، وأن الشجاعة الحقيقية ليست في غياب السقوط، بل في القدرة على النهوض بعد كل عثرة. ابتسمي رغم التعب، وقولي للعالم: أنا باقية… قوية، مهما أرهقني الطريق.

(وبقلمي كنت معبرةً عنك ِ )

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى