
برودُ الروح…
أقسى من برودة الجسد في ليلٍ طويل.
فحين يبرد الجسد، تكفيه بطانية، أو نار مشتعلة، أو حضنٌ دافئ.
أما حين تبرد الروح… فلا شيء يعيدها كما كانت.
برود الروح هو أن ترى الحياة ولا تُبصر جمالها، أن تضحك بلا صدق، وتبكي بلا دموع، وتصافح بلا نبض.
أن تتحوّل الأيام في داخلك إلى أوراقٍ جافة لا عطر لها ولا لون.
هو موتٌ بطيء، لا تكتبه الشهادة الطبية، بل تكتبه تفاصيلك الصغيرة:
حين تفقد الحماسة التي كنت تنهض بها كل صباح، حين تنطفئ اللهفة لرؤية من تحب، وحين تمرّ على ذكرى قديمة ببرودٍ لا يشبهك.
أخطر ما في برود الروح أنه يسرق منك نفسك، ويحوّلك إلى نسخةٍ باهتة، لا أحد يشتاق إليها ولا أنت تشتاق إلى ذاتك القديمة.
—
🌹 وجنات صالح ولي
“أكتب بقلمي كي تستيقظ الأرواح النائمة”