قصائد و مقالات

الإنفصال الوجداني

الكاتبة وجنات صالح ولي.

حين يغيب القلب ويُترك الجسد حاضرًا،تكون هناك رحلة مابين الحضور والغياب .
في حياتنا اليومية، قد نجد أنفسنا نعيش بين الناس بابتسامة ظاهرة، لكننا في لحظات الخلوة نشعر بأننا في عالم آخر. هذا ما نسميه الإنفصال الوجداني، وهو حالة يختبرها الكثيرون دون أن يبوحوا بها.

الإنفصال الوجداني ليس قسوة ولا برودًا متعمدًا، بل هو آلية دفاعية يلجأ إليها الإنسان حين يثقل قلبه الألم أو ترهقه الضغوط المستمرة. وكأن الروح تختار الابتعاد قليلًا لحماية ذاتها من الانكسار، فيغدو الشخص حاضرًا بجسده فقط، بينما يبقى قلبه على الضفة الأخرى.
وتظهر هذه الحالة في فقدان الشغف بما كان يسعدنا، أو في العجز عن التعبير الصادق عن الحب والحنين، فيبدو الإنسان غريبًا حتى بين أحبته. هو إغتراب داخلي خفيّ، يجعل صاحبه يقول في صمت: “أنا هنا… لكنني لست هنا.”

ومع ذلك، فالإنفصال الوجداني ليس نهاية الطريق. بل هو إشارة تستحق أن نصغي إليها، لنعرف أن أرواحنا تحتاج إلى عناية أعمق. ونحن بالكتابة نتقن ، البوح، والفن، وحتى الطبيعة، جميعها جسور تعيدنا إلى مشاعرنا، وتكسر الحواجز التي شيّدناها حول قلوبنا.
في النهاية، فكرة مواجهة هذا الإنفصال الوجداني بشجاعة هي الخطوة الأولى نحو العودة للتوازن العاطفي. فحين نسمح لأنفسنا بالاعتراف بمشاعرنا والتحدث عنها، نصبح أقرب لأنفسنا وأكثر قدرة على العيش بسلام داخلي دون حواجز.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى