قصائد و مقالات

امرأة في حياتي

الفصل الثامن ... ربما كان حلمًا

 

 

تاليف . فايل المطاعني

حاول حميد بكل الطرق التواصل مع نادية، قلبه يملؤه القلق والشوق، فتذكر صدفة صديقة نادية وزميلته في العمل، نوف، فقرر أن يلجأ إليها. كان القدر رحيمًا، فقد جاءت رسالة من نادية ترد على رسالته المعزية، وأحس حميد حينها أن قلبه يرفرف بخجل وسعادة في آنٍ واحد.

مرت الأيام، وظل حميد يحاول بطرق مختلفة أن يقترب من نادية، بينما كانت نادية غارقة في حزنها على والدها، تنتظر سعد ليكمل إجراءات الزواج، لكن قلبها لم يشعر بالسكينة بعد.

جلست نادية مع صديقتها نوف في بيتها، يتحاوران، وكانت نوف تلاحظ شرود ذهن نادية وانغماسها في أفكارها العميقة، فقررت مقاطعتها:

نوف: نادية.. نادية! الوين سارحة؟
نادية (بتنهيدة): ما في شيء… بس الأيام تمر وما في جديد.

نوف: على طاري الأيام… كيف مشروع زواجك؟ وين وصل؟
نادية (بصوت منخفض): ما أدري… بصراحة، أكثر ما صار فيه شيء.

ابتسمت نوف بسخرية خفيفة:

نوف: ولد خالتك جاء رمى كلمة وراح؟
نادية: آه…
نوف (مستغربة): شو؟ كيف يجي ويرمي كلمة ويروح؟ بنات الناس مو لعبة! وانتِ شو رأيك؟ تكلمي معاه؟

نادية نظرت إليها بعينين مترددة، لكن في قلبها كانت هناك مشاعر لم تعرف كيف تعبر عنها:

نادية: أكلمه؟ ولو أموت ما أسويها… مستحيل. أنا أحتاج واحدًا يفهمني، رجل بمعنى الكلمة… يحن عليّ، يحتويني… مش واحد ما يعرف كوعه من بوعه.

ضحكت نوف من كلام نادية وقالت:

نوف: شو كوعه وشو بوعه؟ والله كأني جالسة مع أمي!
نادية (خجل): كلمة أسمعها من أمي دايمًا تقولها لأخوي…
نوف (ضاحكة): والحين شو الحل؟
نادية: ما عندي حل… سوى الانتظار.

وبينما كانت نادية تفكر، جاءتها صورة حميد في ذهنها، ابتسامته، نظراته الدافئة، صوته حين يطمئنها، شعرت بدفء يملأ صدرها…

نوف: بصراحة ودي أقولك شي، بس محرجة…
نادية: حبيبتي نحن أخوات… قولي.
نوف: وتعطيني الأمان؟
نادية (تضحك بخفة): عليكِ الأمان يا زمردة.

ابتسمت نوف وقالت:

نوف: أحس شخصيتك وشخصية سعد وايد فروق بينكم…
نادية: ؟!
نوف: أنتِ راقية، هادئة، متزنة، دمعتك على طرف عينك… تذكري لما كنا بالمدرسة يسمونك “أم دمعة”. تحبين الحياة الهادئة، شوية لعب، شوية حب، شوية جد… أما ولد خالتك، الحياة عنده على التساهيل… صعب يطلع من بيت أبوه ويكون له حياة خاصة.

تنهدت نادية، وتذكرت كل لحظة حوار معها حميد، كل رسالة، كل ابتسامة… قلبها كان يختلط بين الحيرة والشوق، بين الخوف والرغبة.

نادية (تحدث نفسها): والله كلامك يا نوف صح… وأنا حاسة إنه عنده برود… بس… حميد؟! لو كان هنا الآن… كيف كنت سأشعر؟

جلست نادية صامتة، تفكر بكل إحساسها، وكل لمحة دفء شعرت بها من حميد، كل كلمة قالها له قلبها، وكل مرة تمنت أن يكون بقربها، شعرت بدقاته تتسارع، وكأن القلب يقول لها شيئًا لم تستطع صياغته بالكلام بعد.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى