صَوْمُ العَاشِقِ وَحَنِينُ اللِّقَاءِ

مصطفى جعفر
أَصُومُ عَنِ المُفْطِرَاتِ، وَلَا
أَصُومُ عَنِ الدَّمْعِ عِندَ اللِّقَاءْ
فَأَنْتِ الجَمَالُ الَّذِي سِحْرُهُ
مَحَا مِنْ خَيَالِيَ كُلَّ النِّسَاءْ
مَرِيضٌ، وَأَنْتِ الطَّبِيبُ الَّذِي
بِعَيْنَيْهِ يَحْوِي جميع الدَّوَاءْ
إِلَى دِفْءِ قُرْبِكِ أَهْفُو، فَلَا
نَدِيمٌ يُهَامِسُنِي أَوْ نِدَاء
وَكُلُّ الحُرُوفِ الَّتِي صُغْتُهَا
بَدَتْ لِلنُّجُومِ الحِسَانِ الدُّعَاء
وَعَنْ سِرِّ صَبْرِي، فَلَا تَعْجَبِي،
فَقَدْ أَتْعَبَ الصَّبْرَ هَذَا الوَفَاء
تَأَلَّقْتِ فِي كُلِّ مَعْزُوفَةٍ
مِنَ اللَّحْنِ، حَتَّى مَلَكْتِ الغِنَاء
أُقَاوِمُ، يَا قَمَرِي، غُرْبَتِي،
وَغُرْبَةُ كُلِّ المُحِبِّينَ دَاء
وَكَمْ قُلْتُ لِي: “إِنَّنِي هَارِبٌ”،
وَأَرْجِعُ، حَتَّى أَذُوقَ الهَنَاء
أُحِبُّكِ فِي شَغَفِي مُؤْمِنًا
بِأَنَّ القَصِيدَةَ أَصْلُ الرَّجَاء
فَلَا تَسْأَلِي: كَيْفَ أَحْلَامُنَا؟
وَفِيهَا مَدَدْتُ يَدِي لِلسَّمَاء
كَتَبْتُكِ فِي الحُبِّ أُسْطُورَةً
تُدَاوِي الأَسَى، وَتُذِيبُ الشَّقَاء
يَطُولُ البُعَادُ، وَكَمْ عَاشِقٍ
لَهُ مِنْ حَنِينِيَ مَعْنَى البُكَاء
مَتَى نَلْتَقِي؟ أَفَلَا نَلْتَقِي
إِذَا أَتْعَبَ القَلْبَ هَذَا المَسَاء؟!