قراءة وتعليق لكتاب “ليان” للكاتب أبو أحمد الخطيب .. الأستاذ عادل بن حميد الجامعي

✍️شريفة راشد القطيطية .. سلطنة عمان

ليان ..
المرأة التي تفهم نفسها جيدا تنجو .. والمرأة المترددة قد تنجو أما المرأة التي استسلمت للواقع انطفأ نورها وعبث بها الوقت .

الكتاب ليان ..

وضع النقاط على الحروف، وجاء بالمرأة وجددها ..ترجمها ..صقلها .. أعتقها .. وسقاها ترياق الحياة .. وهدد أمن خوفها ..وعلّقها بأكملها في حديقة ياسمين .. وتخطى بُعدها وأبعدها عن كل ما يؤذيها ..
جعلها الراقية .. الباكية على ندمها .. المرآة الثائرة والمتوهجة والمتعددة الزوايا والمشرقة كشمس الشتاء دافئة وعذبة .. جيداء .. شهباء ممتنة للانزواء الذي صنع منها فرسا جامحة وأرضا خصبة وقصيدة عذبة يتغنى بها الرائعون .

ليان..
تطرق للثورة الصامتة التي تُدخل كل توهج إلى توهج أعمق وكل تفصيل مرئي إلى حكاية أنثى .. تخلى عن دول المدائن الخامدة إلى دول عظمى واعدة بأنامل رقيقة تصنع المحال .. تدخل أكثر مما يجب للغة العيون والنظرات واصطحاب الأحداق إلى شواطئ آمنة .. لعله أحس بالرعب مما اكتشفه من عميق التفاصيل لنظرات محبوسة بقصص ثرية ستدرس بكف امرأة لعوالم من ورق .

وأخذ يدقق بعظيم مرام مذهل لعدة لغات تطرق إليها .. لغة العيون ولغة الجسد ولغة الفكر ولغة الحدس ولغة الغضب ولغة اللغة ذاتها التي تتصف بها امرأة عاصرت معارك الحياة وسيفها ثمل ولكن قبضتها من حديد .. فأيقظت السيف وقطعت رؤوس الصعاب .

ليان ..
هنا قد يكون الكاتب دخل في مملكة للنحل وحلل ترانيمها عشقا وأسرارها تمردا .. وتمتم بعض الشيء وتوعد أن يأخذها إلى حيث السطوح .. التمرد ذاك الطوق المُشع الذي عُلق بحذر في خزانة وتين أخضر واستخدم وقت الحاجة إليه فجعل من المرأة مساءً مخمليا ثريا .. وقوة وثقة لن تستبدلها برضوخ بعد الآن .. سأترك أثرك باقيا لتوقع عليه وتذبل خصالك تيها لتختص وقت النوم على بساط ليان .

الرقة الناعمة خلفها صلابة وقوة كالبذور القاسية خلفها أشجار معمرة .. وجعل من المرأة خشب الصندل قوي وعاطر .. ودهشتها أمطار باردة في صيف شرس وجعلها تأخذك جولة ليست عادية في بحيرة البجع ومملكة بلقيس وسيدة القمر .

ليان ..
حلّقت بحُرية الروح إلى أبعد من الفضاء بأجنحة من الثقة والقيادة والتصميم على تحقيق الطموح .. جددت كل خيام الضعفاء إلى قصور مشيدة بعنفوان وإطلالة مبهرة .. أعطت رغبة القيادة لرئاسة الأحضان التي آثرت شخصية المرأة لشعور داخلي أجبرها أن تتشكل إلى حيث اتجاه تيار الرجل .. فمهما تطاول عليها الرجل ترجعه للصفر بصد لا يتخيله .. كبرياء المرأة كيان صامد وأرض خصبة .. لا تمتحن صبرها في فنجان قهوة .. وتضيق عليها الخِناق، قد تكون هي أمرُّ من قهوتك التي تعشقها .

ليان ..
في الصمت وردة وداخلها أشواك جمة وفي القوة إعصار داخله لطف وفي التحمل صلابة ويسر وفي مواجهة الصعاب شيء آخر له ألف مسمى .. وفي رغبتها جموح وفي أحلامها طوح .. ولديها ألف باب يوصلها للقمر ولها ألف نافذة مطلة على الغيم .. طعامها الصبر وإدامها الكفاح ..حتى وإن تلونت بألف هروب وتملص تجد نفسها أول القائمين لإعداد المسؤوليات وترقيم الأولويات وتهدئة أجيال وترقية رجال وتكميم أعطال ، وكسر أقفال إذا تقدم لها السعد ترفضه من أجل ابن لها قد يكون تيتم في مقتبل العمر .

أيها الرجل ..
لم تكن المرأة فرضا واجبا عليك .. أنت من تختار ما يناسب طبعك .. أما عقلك فدعه الآن .. لا شيء يناسبه حتما ، ولا شيء يمد إليك بصلة في عقل المرأة .. فهي تعطيك أمانا طاغيا ووفاءً وحباً وعشقاً وإن خذلتها متعمدا وأهنتها ستجد كائناً مختلفا ليس لديه قلب وستكون لديها مجرد إنسان يتنفس !.

قسم الكاتب أفكاره بترجمة عبقرية ليوم المرأة العمانية السابع عشر من أكتوبر من كل عام
بسبعة عشر جزء وكل جزء عشر خواطر ..تتكلم ليان ويرد عليها محللا الحدث الذي تكلمت عنه :
1. ولادة الأنوثة الثائرة
2 . الثورة الصامتة
3 . حديث العيون
4 . العشق والتمرد
5 . أنا الرقيقة وأنا القوية
6 . حرية الروح
7 . الرغبة والفخر
8 . الأمان في الأحضان
9 . صراع مع الأنوثة
10 . لقاء مع الظلال
11. أنوثة بلا قيود
12 . عودة إلى الذات
13 . الحب والشفاء
14 . القوة الصامتة
15 . العطاء الذي لا ينتهي
16 . الأنوثة والحكمة
17. أنوثة تولد من جديد

أخيرا ..
أتى ليان على هيئة هدية وجبر خاطر وفهم مكابر وبعض حلي ولون بنفسجي .. وبعض ياسمين فواح نديّ .. بفكرة جميلة وتحليق رائع في عالم المرأة جعلها الثائرة والمكابرة .. الغاضبة الحنونة .. الكبيرة بالعمر والصغيرة في الغنج .. مسارها طيب وتحليلها مرعب .. تفاصيلها جذابة وداخلها استجابة .. قوية بالمواقف وحاضرة بالمعارف .. أصيلة وجميلة وذكية ومرعبة ..متوهجة ..متألقة، لطموحها محققة .. ولكن رغم كل هذا لن تستطيع فهمها مهما حاولت أيها الرجل.