قصائد و مقالات

هيثم أحمد زكائي

✍️ روان طلاقي  : 
كان هناك شخص في حياتي، لم تجمعني به رابطة دم، ولكن جمعني به رابط أعمق، رابط الروح والمحبة الصادقة. كان اسمه هيثم زكائي… كان أول أخ لم تلده أمي، لكنه كان في مقام الأخ الحقيقي . باللغة التركية كنت أناديه “آبي” أي بمعنى أخي ولم تكن الكلمة مجرد لقب، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن مكانته العظيمة.
هو زوج أختي، لكنه كان أيضًا أول من رأى في داخلي شيئًا لم أره أنا في نفسي آنذاك. كان هو من أيقظ في قلبي حب الكتابة، من يومي الأول في رحلتي الإعلامية خلال مرحلة البكالوريوس. لم يمر وقت طويل حتى مدّ لي يده، مشجعًا وداعمًا، حين طلب مني أن أكتب أول مقال صحفي لي، واختار له موضوع “الطاقة النووية”. لم يكن الموضوع سهلاً، لكنه آمن بي، وآمن بأن قلمي الصغير قادر أن يحمل عبء الفكرة وينقلها إلى الورق.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ بتعليمي الكتابة ، كيف أبدأ، وكيف أرتب أفكاري وأتعمق في تفاصيل الموضوع، حتى شعرت وكأنني أمتلك جناحين جديدين أطير بهما في فضاء الكتابة. رأيت نفسي من خلال كلماته ونصائحه، واكتشفت أن لدي موهبة كانت نائمة، تنتظر من يوقظها بلطف وإيمان.
كان دائمًا أول من يقرأ لي، أول من يشجعني، أول من يحتفي بكل سطر أكتبه مهما كان بسيطًا. كان الداعم الذي لا يملّ، والسند الذي لا يتغير، حتى لحظة تخرجي من الجامعة. ومن شدة حبي للكتابة التي نمت بداخلي بفضله، انطلقت بقوة في عالم القلم والأوراق؛ أكتب عن أشخاص، عن مواقف، عن مشاعر تدور في خيالي وأحلامي.
حتى جاء اليوم الذي قررت فيه أن أخطو خطوتي الأهم… أن أكتب كتابي الأول، رواية “تخليت عنك”، ثم تبعته بكتابي الثاني “فلنبدأ بخطوة”، ثم كتابي الثالث “ليست النهاية”.
واليوم، كلما نظرت إلى نجاحي، كلما شعرت بقوة قلمي وتمكني القوي لذلك، وجدت أن من الوفاء ومن النبل أن أكتب له رسالة شكر خالدة. شكرًا لك يا أ.د. هيثم، يا من كنت أول من وضع بذرة الحلم في تربة قلبي، يا من رويتها بإيمانك الكبير بي حتى أزهرت وأثمرت. أنت لست مجرد أخ أو معلم أنت مدرسة تعلمت منها الكثير.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى