دع مايزعجك

✍️ صالح الريمي :
الإنسان عبارة عن جسد وروح وعقل وقلب، وأجد أن قلوب أكثر البشر عاطفية تتحكم في تصرفاتها وردة أفعالها، وتجعلها تحب كل شي جميل، لأن النفس أمارة بالسوء ولا تشبع ولا تقتنع ولا ترضى مهما فعلنا من أجلها، بل تقول هل من مزيد..
ولذا للراحة النفسية أن تتجاهل بهدوء كل ما يزعجك، وكل ما يقلقك، وكل ما يستنزفك، وتجاوز بقلبٍ بارد كل ما يؤذيك، وكل ما لا يعنيك، وكل ما لا تجد نفسك فيه؛ فستحفظ وقتك من الضياع، وستشتري راحة بالك وسلامة فؤادك.
فالحياة بسيطة جدًا متى ما أردت ذلك، ومعقدة أكثر وصعبه أيضًا متى آمنت بذلك، لذا أشغل نفسك بما ينفعك، أما مايضرك فقل له سلامٌ عليك سواء كان أشخاصًا أو مكانًا أو كلامًا سلبيًا..
فالحياة ببساطة هي متراقبة، إذا كانت حياتك سلبية وتعيسة فأنت تراقب السلبية ومتغرسة داخلك، فأوقف الإهتمام برأي الآخرين أو إظهار أنك أفضل، فأي نيه فيه إثباتك للآخرين فهي نيه توجد صراع داخلي يستنزفك روحيًا ومشاعريًا.
وجميل أن تحب لنفسك ما تحب للآخرين، وأعمل جاهدًا حتى لا تفقد بركة نفسك وعملك، وإستمر بالإيجابية والتفاعل الإيجابي ولا تقل إلا خيرًا ينفعك أو ينفع الناس، وإن مرت بك لحظات سلبية بسبب أفكارك أو مؤثرات خارجية لا تعشها وتعايش معها، ولا تبني عليها قرارًا أو نيهً، فقط دعها تعبر بصمت وسلام حتى تقل المشكلة ويتلاشى وجودها.
*ترويقة:*
المفكرون العظماء هم الذين يشغلون أنفسهم بعمل مفيد لهم دنيويًا وأخرويًا، وهي الشافية والمعافية من جميع الأمراض الجسدية والنفسية والصحية بالاطمئنان والشفاء وراحة البال العظيمة لأن المؤمن الفطن الحكيم المبدع يحمي ويحفظ نفسه من كل شر وحسد الناس وكيدهم.
*ومضة:*
قدم لنفسك معروفًا وابتعد عن كل ما يزعجك، يقول ابن القيم: “من أعظم الأشياء ضررًا على العبد، بطالته وفراغه، فإن النفس لا تقعد فارغة، بل إن لم تشغلها بما ينفعها شغلتك بما يضرك”.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*