الثقافية

الاستثناء الجميل في حياتي

أختي… الاستثناء الجميل في حياتي

في لحظات الضعف التي تسللت إلى أيامي، وفي أوقات الوحدة التي خذلني فيها الجميع، لم يكن حولي أحد… سوى أختي. لم تكن فقط أختًا كما تعرّفها الكلمات، بل كانت المعنى الأوسع للحب، والامتداد الأعظم للحنان، واليد التي امتدت من السماء لتأخذ بيدي كلما أوشكت على السقوط.

كانت أختي استثناءً، وما زالت،استثناءً في حضنها، في كلماتها، في طريقتها التي لا تُشبه أحدًا، في صمتها الذي يفهمني، وفي صوتها الذي يربّت على روحي قبل أن يصل إلى أذني،وحدها، من بين إخوتي وأخواتي، فهمتني دون شرح، واحتوتني دون طلب، وآمنت بي حين خذلتني حتى نفسي.

في دراستي… كانت هي عماد طريقي. من كلمتها بدأتُ أصدق أنني أستطيع، ومن نظرتها المتفائلة كنت أستمدّ القوة. ما إن أنحني قليلاً تحت وطأة التعب حتى ترفعني كأنني مشروع أمل لا يجوز أن يسقط، كأنني ابنتها التي أبت أن ترى فيها إلا القمة. كانت تراني كما ترى الأم طفلها الأول، تخطط لي بحب، وتحلم لي بنجاح، وتدفعني برفق تارة، وبشغف تارة أخرى، لتصل بي إلى ما لم أتخيله لنفسي.

أختي… ما إن تحزن روحي حتى تسبقني بكلمة، ليست كثيرة، لكنها الوحيدة القادرة على أن تمسح ألمي في لحظة، وتعيد ترتيب فوضاي كأنها تعزف على أوتار قلبي. هي لا تقول الكثير، لكنها تفعل كل شيء. تكفيني منها نظرة، أو لمسة على كتفي، لأستعيد ابتسامتي التي كانت قد أُطفئت، ولأعود إلى الحياة وكأنني لم أضعف يومًا.

تراني لا كأخت… بل كابنة، كقطعة من قلبها لا تودّ أن تشيب ولا أن تنكسر. تعتني بي كمن يرى فيّ امتداد عمره، ترتب لي حياتي كما ترتب أم ابنتها الأولى لفرح كبير. تزرع في طريقي الورود، وتمسح بأكمام قلبها كل شوكة قد تعيقني.

أختي لا تُقارن، لا تُقدّر، ولا تُعوّض. وجودها في حياتي ثروة، وبركة، وأمان،لو كان باستطاعتي أن أختار من بين كل نساء الأرض من تكون سندي، لاخترتها ألف مرة. فكم من موقف كنتُ على حافة الانهيار فيه، فإذا بها تقف في وجعي كجدار صلب، تُرمّم شروخي وتجمع بقاياي، لا بكثرة كلام، بل بصدق حب لا يصدأ.

أمنيتي الوحيدة أن يطيل الله في عمري، لا لأعيش أكثر، بل لأعطيها ما تستحق. لأردّ جزءًا من حنانها، لأغمرها بحبي واهتمامي كما غمرتني، ولأحب أبناءها حبًا يليق بأمّ عظيمة أنجبتهم.

يا أختي… يا أغلى من الروح، يا من علّمتِ قلبي أن يبتسم رغم الألم، وأن يحلم رغم التعب، وأن ينهض كلما اشتدّ عليه الركام… شكرًا لأنك كنتِ كل شيء، وما زلتِ كل شيء
شكراً لإنكِ اماني الخير وامنيات السعادة.

سلوى واشياء كثيرة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى