ودمتَ بخير

✍🏼 مشاعل عبد العزيز عريف :
كنتُ أعرف من البداية أن هذا ما سيحصل.
في الآخر، كنتُ أتوقع نفس النهاية دائماً.
كلما اقتربتُ منك، كنتُ أبكي؛ لأني أعرف أني سوف أبعُد عنك يوماً.
عشتُ معك كل الأيام الجميلة، حفرتُ في ذاكرتي أجمل الذكريات معك.
كتبتُ في مذكرتي عنك صفحاتٍ وصفحات، ملأتُ عنك مجادلاتٍ من الحب.
ترجمتُ حبك بكل اللغات، وعبّرتُ بها في قصصٍ ومسلسلات.
كنتَ مبهراً لدرجة الذهول، كنتَ كاملاً لدرجة الخوف.
رسمتُ معك طريقاً للنهاية، حلمتُ معك بسنيني المقبلة.
حفِظتُ قصصنا لأحفادي، لكي أقرأها لهم يوماً ما.
أتيتَ، وبكل برود، هدمتَ كل أحلامي.
رميتَ كبيرتنا في عُشِّ حبّنا، واحترق في لحظة.
اسودّت دنياي، وتخربت مشاعري.
حاولتُ جاهدةً لكي أصلح ما هدمته، ولكن دون جدوى.
كنتَ شخصاً آخر، ليس الذي أعرفه، أو من توهمتُ أني أعرفه.
اكتشفتُ خطئي، وقررتُ الرحيل.
تركتُك، وأنا متأكدة أنك من سيخسر في هذه الحرب.
تركتُك، ورميتُ وراءك كل الصفحات التي يعتذر لها قلبي،
بعثرتها لكي تضيع ولا تقرأها العيون.
ودمتَ بخير، بعيداً عني.