الطير المسافر

" قصه من الواقع "

✍️ مرشدة يوسف فلمبان :

أقسى حالات التوجع حين يتعود المرء وجود إنسان معه.. أدمن نبرات صوته ونداءاته تملأ أجواءه.. ويغمر حياته حركة وضوضاءََا وحيوية.. فجأة تشاء مقادير الله عليه بالفراق عمن تغلغل حبه في خافقه..

هي فقدت القدرة على النطق والدموع ترجمت آلاَمهاأنسكبت كحبات المطر تغرق خديها.. وآهات موجعة تخترق فؤادها وتقطع نياط قلبها.
خمس سنوات في عمر حبها معه لم تغفل عنه لحظة واحدة.. ملتصق بتلابيب قلبها.. ياللهول.. كم هو الفراق مؤلم!!
في آخر ليلة من ليالي الحب جلست جواره تتأمل تقاسيم وجهه النقي وهو مبتسم حيث احتفل به أحباؤه ورفاقه يلتقطون معه صورََا تذكارية وهو مغتبط مبهور بهم ولا يعلم لماذا هذا الحب والإهتمام منقطع النظير..؟ الكل يعانقه ويذرف الدموع لأجله.. الكل يقبله قبلات وداع حارة..
وتلك السيدة المسكينة يتقطع فؤادها لوعة وحرقة.. أنتزعت الأقدار منها حبيب فؤادها.. فلذة كبدها.. نبض قلبها إلى رحلة تبعده عنها آلاف الأميال..
هاهو غارق في فرحته بعفوية الطفولة بالحفاوة وسيل من الهدايا والألعاب حوله ولايعلم المسكين أنه مفارق نبع الحنان الذي ينهل منه عذب الحب والرعاية..
نفسية منهزمة.. شعور مؤلم جدََا يجتاح فؤاد أم لا تعلم متى تكتحل عيناها برؤية ضناها وحبيبها
َمجددََا.. سافربدونها..غافلََا عما يحدث حوله
هكذا خلا البيت من صوته.. وأغنياته.. وضوضائه.. ومازالت بقاياه متناثرة في غرفة أمه.. وأصبح فؤادها فارغََا وحضنها باحثَا عن أنفاسه.
ستمضي بها الأيام وتسرع في خطاها وهي تلهث خلف أمل في مجاهل الدنيا المعتمة.. هو ذا حال البشر يتأرجح بين أفراح وأحزان.. فراق ولقاءات.. أرجو أن لاترهقها أحداث الزمن.. أخالها حين تمضي بها قوافل اللحظات.. يزورها طيف طائرها بين ستائر الليل.. وأحاسيس موجعة تسكن سويداء قلبها
وتتقوقع في محراب ذكرياتها المؤلمة.. مع من حرمها من وجود فلذة كبدها.. زوجََا ظالمََا أحدث فجوة بينها وبينه ووضع حبال المسافات فاصلََا بينها وبين طفلها..
كان الله في عونها هذه المسكينة ويفرج كربتها ويزيح عن كاهلها مثاقيل البعاد!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى