سلسلة الآداب الشرعية (آداب الزيارة)

الآن _ كمال فليج :


فضل الزيارة في الله ومكانتها وعظم ثوابها:

١- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زار رجلٌ أخًا له في الله في قرية، فأرصد الله له ملكًا على مَدْرَجَتِهِ، فقال: أين تريد؟ قال: أخًا لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تَرُبُّها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، أن الله أحبك كما أحببته))؛ [أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٣٥٠)، ومسلم (٢٥٦٧)].

 

٢- عن معاذ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتباذلين فيَّ، والمتزاورين فيَّ))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني].

 

٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عاد مريضًا، أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ: أن طبتَ وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنة منزلًا))؛ [أخرجه الترمذي (٢٠٠٨) واللفظ له، وابن ماجه (١٤٤٣)، وأحمد وصححه الألباني].

 

٤- عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: ((قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبدالله بن عمرو، ألم أُخبَر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صُمْ وأفْطِرْ، وقُم ونَمْ؛ فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزَورِك عليك حقًّا))؛ [رواه البخاري (١٩٧٥)، ومسلم (١١٥٩)].

 

٥- عن أنس: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم))؛ [أخرجه الترمذي (٢٦٩٦) بنحوه، والنسائي في السنن الكبرى (٨٣٤٩)، وابن حبان (٤٥٩)، واللفظ له، والبغوي في شرح السنة (٦/ ٣٣٥)].

 

آداب الزيارة:

١- إخلاص النية لله واستحضارها عند الزيارة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))؛ [رواه البخاري ومسلم]، فينوي بزيارة الأقارب صلة الرحم، وينوي بزيارة الأصحاب المحبة في الله تعالى رجاء موعوده وثوابه.

 

٢- عدم الإكثار من الزيارة؛ رُوي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زُرْ غِبًّا، تزددْ حبًّا))؛ [رواه الطبراني، ولا يثبت له سند مرفوع]، عن عطاء بن أبي رباح قال: ((دخلت مع عبدالله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنهم، وهي في خدرها، فقالت: من هؤلاء؟ قلنا: عبدالله بن عمر وعبيد بن عمير، فقالت: يا عبيد بن عمير، أنت كما قال الأول: زُرْ غِبًّا تزدد حبًّا)).

 

٣- عدم الانصراف حتى يستأذن صاحب المنزل؛ عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده، فلا يقومَنَّ حتى يستأذنه))؛ [أخرجه الديلمي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٨٣)].

 

٤- التعريض أو القيام من صاحب المنزل إذا أطال الزوار الجلوس: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((لما تزوج رسول زينب بنت جحش دعا القوم فطعِموا، ثم جلسوا يتحدثون، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام، قام من قام، وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا، فانطلقت فجئت، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل))؛ [متفق عليه].

 

٥- زيارة الضعفاء والمساكين؛ عن أنس، قال أبو بكر رضي الله عنه، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها))؛ [رواه مسلم (٢٤٥٤)].

 

٦- الخروج مع الزائر إلى باب الدار: زار أبو عبيد القاسم بن سلام، أحمدَ بن حنبل، قال أبو عبيد: فلما أردت القيام قام معي، قلت: لا تفعل يا أبا عبدالله، فقال الشعبي: من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار وتأخذ بركابه

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى