*لماذا أنت تحبها؟

✍️ صالح الريمي :
عندما أقول لكِ بأني أحبكِ فأنا لا أعدكٍِ بأن أجعل الفصول الأربعة جميعها ربيعًا، فقد يزورنا خريف من الألم، وشتاء من الحزن، وصيف من الحرقة، ولكني متأكد بأن الربيع سيعود يومًا كما كان..
عنوان مقالتي هنا هو إعلان حبي ليس لامرأة كالعادة، وإنما حبي هنا لبلد..
قد قلتها ردًا على ما قاله لي أحد قراء مقالاتي وخواطري بالأمس: “أنا أكره السعودية” فلماذا أنت تحبها؟ ردًا على خاطرة صباحية أعلنت فيها حبي للسعودية ودعوت لها بكل خير.
للتاريخ سأكتب، للوفاء سأكتب، للحُب سأكتب، لاعتذاري سأكتب، عن بعض الهفوات من بعض أفراد المجتمع وسوء معاملتهم وعنصريتهم تجاه ما يسمونهم “أجانب أو وافدين أو مقيمين”، وهم لا يمثلون السعودية بلدًا وحكومةً وشعبًا سأكتب..
بكل فخر أنا لست بكاتب محترف، ولا أكتب لأتقاضى أجرًا من أحد، إنما أنا إنسان إيجابي أعيش كل لحظة بجمالها وأبحث عن المنحة في المحنة، وإن قست علي يومًا الحياة، لكن أحب الحياة بكل تفاصيلها، وهكذا هي الدنيا، لن يسلم منها أحد، والخير كل الخير ما اختاره الله لنا.
أنا رجل لم يكن إلا واحدًا من الذين خاضوا معترك الحياة، بكل عنفوانها، وقسوتها، وجبروتها، ومجاهدًا طوال حياته ليبق على قيد الحياة، والأهم شهادة القراء بما أكتبه أنه يصل إلى قلوب كل الناس، لكونه صادر من قلب رجل مفعم بالحب والتسامح والوفاء للبلد وأهله وساكنيه..
اليوم دعوت للمملكة العربية السعودية بكل خير في إحدى خواطري الصباحية، فأتاني من يقول أنت يمني ادعُ لبلدك خيرًا لك وأفضل، ومالك ومال بلاد الناس، فأرسلت له هذه الرسالة ردًا على عبارته، ووالله ما أقولها مجاملةً أو مداهنة أو سمعة ورياءً.
مهما يكون تبقى السعودية بلد احتوت عائلتي منذ ستين سنةً مضت، عندما جاء والدي صغيرًا، وتزوج وكون أسرة جميلة، وعمل فيها حتى تقاعد رحمه الله تعالى، وكيف لا أحب السعودية وهي بلد مولدي ونشأتي وتربيتي وعملي وعيشي ودراستي وأصدقائي وأحباب قلبي، فكيف لي أن أدعي أنها ليست بلدي؟!! وألا أدعو لها بكل خير؟!! يكفيني حبًا لها أنها بلد تحتضن الحرمين الشريفين ومنزل مهبط الوحي وبلد مولد رسولي وحبيبي محمد عليه الصلاة والسلام.
أحبها حتى لو لم أحملُ جنسيتها، أحبها ولوعانيتُ من لغوب الحياة ما يلعج فؤادي أو قاسيتُ من لأواءِ بعض أفراد المجتمع ما يهدّ عزائمي أو رأيتُ من تغير وجوه البعض وإساءاتهم ما يملأ روحي كلومًا غائرة، وأثارَ في كبدي قروحًا ناكئة، وعنصرية من قلة منهم تجاهي في الفترة الأخيرة..
لكن تبقى السعودية هي بلدي الأم والبلد التي عشت فيها جل حياتي، فكل الحُب والولاء والإخلاص لأرض الخير والسلام، وأحب السعودية وأحترم وأقدر بلدي اليمن السعيد.
*ترويقة:*
وكما قال الشاعر:-
وهكذا سأعيش أغار عليكِ دون علمكِ، أحبكِ وأنتِ لستِ لي وأخاف عليكِ، وأنتِ لا تدري، وﺃﺷﺘﺎﻕُ ﻟﻚِ في كل ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ، ﻭﻓﻲّ كل ﻣﺮﺓ ﺃﻟﻒَ ﻣﺮﺓ.
*ومضة:*
اللهم احفط بلدي اليمن السعيد وبلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وجميع بلاد المسلمين من كل سوء وأدم عليهم العز والرخاء والأمن والأمان.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*