لماذا تم الطلاق !!!

✍️ صالح الريمي :

الزواج لا يقوم فقط على التوافق الجسدي، فهناك توافق نفسي وروحي ومشاعري حتى يحظى كلا الطرفين بحياة زوجية سعيدة وهانئة، فعندما يفشل الزوجان في تحقيق الانسجام الروحي فيما بينهما يحدث حينها الطلاق، وفيما يتعلق في توافق أو تطابق الزوجان فكثير من الأزواج لا يصلون إلى مرحلة التوافق الروحي وبالتالي قد تصل بهما الأمر إلى طلب الطلاق بعد مدة من الزواج..
والطلاق لا يحدث عن طريق المصادفة، هناك أسباب قد لا يلاحظها الزوجان في بداية الأمر، وعادة ما يكون إتخاذ قرار الطلاق ناجمًا عن عدة تراكمات، من بينها عدم فهم احتياج الطرف الآخر، وتجاهل التفاصيل المهمة التي قد تفسد صفوة حياة الزوجين وتدفعهما إلى وضع حد لعلاقتهما.

أرسلت لي إحدى الأخوات المتابعات ردًا على مقالة الأمس “وينك يا قلبي؟”: قائلةً: “لعلك يا أستاذي الكريم تكتب عن واقع خيالي وعن حبُ العصر القديم جدًا، الحياة أصبحت مادية، والكل يلهث وراء المال والشهرة والحياة الرغيدة، لذا نصيحتي لك عش حياتك بواقعية وابتعد في كلماتك عن الهلامية، وكأنك تعش في برج عاجي بعيدًا عن حياة الناس وهمومهم وظروفهم ومشكلاتهم، هذه وجهة نظري الخاصة وعليك أن تحترمها ودمت بخير”..
واليوم الصباح استئأذنتها بالرد على رسالتها بمقالة دون ذكر اسمها، وبداية للرد على رسالتها أنقل لكم قصة طلاق لأحد المشاهير في لعبة كرة القدم.

يقول الخبر أن زوجة اللاعب البرازيلي المشهور المعتزل كرويًا كاكا تطلب الطلاق بسبب عدم سعادتها معه، ثم سُئلت بعد الطلاق لماذا تم الطلاق؟ قال: كاكا رجل لم يقم بخيانتي البته، وكانت لدينا عائلة رائعة، لكنني لم أشعر معه بالسعادة، وربما أن المشكلة كان كاكا رجل مثالي للغاية..
صحيح أنه وسيم، مشهور، غني، لاعب كرة، رب عائلة مثالي، كان يوفر لنا كل ما نحتاجه، ومع ذلك لم أكن سعيدة معه، والسؤال هنا وهو الرد على رسالة الأخت المتابعة ماذا تريد زوجة كاكا من زوجها حتى تكون سعيدة؟

وهنا اسمحوا لي بالرد عن زوجة كاكا، صحيح أن المال عصب الحياة اليوم وبه تستطيع العيش برفاهية وراحة بال، لكن الأجمل من هذا كله الإهتمام بالمشاعر والأحاسيس، فبحضور الحُب والمودة بين الزوجين يجعل الحياة الزوجية تزداد جمالًا ورونقًا، فالحُب سر البهجة ودفء اللحظات وعذوبة الأيام، فمن جمال الحياة أن يمنح الحُب بلا شروط، بلا قيود، ومشاركة الأحلام والواقع، والسند لكل طرف..
ومن وجهة نظري أن المرأة في حياة الرجل ليست مجرد نصف بل هي كل الحياة بمشاعرها الصادقة وعطائها الذي لا يجفط وحضورها الذي يجعل للأيام طعمًا مختلفًا ومعها يصبح للعمر معنى وللأحلام أجنحة وللحظات طعم لا يُنسى، فما أروع الحياة حين تنبض بقلب امرأة تفهمك بلا كلام وتشعر بك دون أن تبوح وتجعل من أبسط المواقف ذكرى لا تمحى.

*الخلاصة:*
جمال حياة الزوجية تكون جميلة حقًا ومتعة حين تضيئها امرأة تفهم طبيعة الرجل، ورجل يفهم طبيعة المرأة.

*ترويقة:*
الطلاق أبغض الحلال، بغيض لأنه يطيح بمؤسسة الزواج، ويشتت شمل الأسر ويضع الأبناء في حيرة بين الأب والأم باعتبارهم الضحية الأولى التي لا ذنب لها في كل هذا، ويحرمهم لذة العيش في كنف أسرة متماسكة. وهو كذلك حلال، لأن الله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، لهذا لا يجبرنا ديننا الحنيف على الاستمرار بالعيش مع إنسان ربما استحالت معه الحياة، ليصبح الطلاق شرًا لا بد منه!

*ومضة:*
ومن روعة الطلاق أحيانً أنه يمنح فرصة للزوجين بطي الصفحة، وبدئ حياة جديدة مع طرف آخر، مصداقًا لقوله تعالى: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى