التواضع

✍️ سمير الشحيمي :

في ليلة من ليالي الشتاء البارده، السحاب بدء يغطي السماء معلنا بقدوم الأمطار،وقف رجل رث الثياب ممزقه شكله يدل على معاناته بهذه الحياه ينظر إلى السماء قائلا: إشتاقت الأرض للمطر كثيراً بعد طول غياب،استمر الرجل بالمسير حتى وقف ع باب أحد المجمعات التجاريه وماهي إلا وقت قصير وبدءت الأمطار بالتساقط كان البعض ممسكا بمظله تحميه من المطر والبعض يجري ويحتمي بسترته من المطر في هذا الجو البارد والمطر الشديد.
وقف الرجل الفقير بملابسه الرثه تحت زخات المطر ولا يبالي رغم غزارة الأمطار ولايملك مظله يحتمي بها من الأمطار الغزيره،خرجت إمرأه مسرعه من المجمع التجاري وهيه تحمي نفسها بمظلتها وتنظر على الرجل الفقير وركبت سيارتها وانزلت نافذت سيارتها مناديه على الرجل الفقير: لو سمحت خذ هذه المظله لتحتمي بها
قال الرجل الفقير: شكرآ سيدتي لست بحاجه لها
قالت المرأه بأصرار: لكنني مصره على أن تأخذها مني لو سمحت
قال الرجل الفقير: حسناً وشكرآ لك مرة اخرى
فرحلت وهيه سعيده ،بالجهه المقابله نظر إليه أحد الماره بإستحقار سائلاً : ألا تمتلك ملابس أفضل من هذه أو أنك تتوارى بمكان آخر بعيداً عن هذه الأمطار بدل وقفتك هنا تستجدي عطف الناس؟
ثم وضع يده في جيبه ليخرج محفظة النقود وبعينيه نظرة تكبر قائلا: هل تريد شيئا ؟ فرد الرجل بكل هدوء : أريد أن تغرب عن وجهي ! فما كان من السائل إلا أن ذهب وهو يتمتم: تبا لهذا المجنون !
جلس الرجل الفقير تحت المطر لا يتحرك حاملا بيده المظله التي اهدته إياها المرأه الطيبه إلى أن توقف المطر، ثم تحرك من مكانه وظل يمشي وسط الأسواق حتى أصبح قريبآ من فندق فخم وعندما أصبح قريباً من الباب ليدخل خرج له العامل بالفندق سائلاً الرجل الفقير : مالذي تريده هنا يا هذا
الرجل الفقير :أريد أن أدخل
جاوبه العامل وهو يضحك:أين تريد أن تدخل هذا المكان لا يستقبل أمثالك ويمنع التسول هنا
الرجل الفقير: أعلم هذا ولكن أنا نزيل بهذا الفندق
العامل بغضب: كفاك كذبا ياهذا وأبحث عن مكان آخر لتتسول فيه إذهب قبل أن استدعي أمن الفندق ويتصرفو معك، سمع موظف الإستقبال الجدال الذي يجري خارج الفندق فأتى موظف الإستقبال للعامل وسأله: ماذا هناك؟
العامل بستهزاء :هذا الرجل المتسخ رث المظهر يريد أن يدخل إلى الفندق وإنه نزيل هنا
نظر موظف الإستقبال لرجل وقال بكل إحترام :*السيد آدم* استميحك عذرآ أن هذا الموظف جديد ولا يعرف من أنت ففتح له الباب وطلب منه الدخول للفندق
العامل مستغربا :السيد من؟ كيف لهذا الرجل أن يكون سيد وهو بهذه الحاله التي يرثى لها ويكون مقيم بهذا الفندق
أستمر بالنظر إليه وهو يتسآل
موظف الإستقبال :هذا مفتاح غرفتك سيدي وأنا آسف مرة أخرى عن الخطأ الذي حدث
السيد آدم:لا بأس؛ أريدك أن تطلب من الموظف أن يجهز سيارتي بعد ساعة سأغادر
موظف الإستقبال : حسناً سيدي
ذهب السيد آدم وأتى العامل إلى موظف الإستقبال وهو في حالة ذهول :كيف لهذا الرجل أن يكون مقيم بهذا الفندق فأنا سأصاب بالجنون لا أفهم مالذي حدث أمامي
موظف الإستقبال : السيد آدم صاحب مجموعة آدم العقاريه وهو من كبار المستثمرين بهذه المنطقه
العامل: لماذا هو بهذا المظهر حتى جامعي القمامه يلبسون أفضل منه هل هو بخيل أم ماذا؟
موظف الإستقبال : السيد آدم يأتي كل عام بهذا التوقيت بهذه الحاله يوم واحد فقط ثم يذهب ولقد اعتدت عليه
العامل يحدث نفسه وأسأله تجول في باله ليس لها إجابات
وبعد ساعه خرج السيد آدم ليس باللذي دخل، بدلة فاخره وربطة عنق وحذاء يعكس الإضاءة من نظافته، اللقى التحيه على موظف الإستقبال وسلمه مفتاح غرفته
ثم خرج وركب سيارته *G55*، مناديا العامل كم راتبك ؟ العامل 2500دولار سيدي ، السيد آدم : هل يكفيك؟
العامل : ليس تماما سيدي ، السيد آدم : هل تريد زياده؟ العامل مبتهجا: من لا يريد الزياده ياسيدي
السيد آدم : أليس التسول ممنوع هنا؟
العامل محرجا مطأطأ الرأس: بلا يا سيدي
السيد آدم: تنظرون إلى الناس حسب أموالهم فسبحان من بدل سلوكك معي في دقائق واردف قائلا: في كل شتاء أحاول أن أجرب شعور الفقراء ! أخرج بلباس رث وممزقه تحت المطر كالمشردين، أن لم تساعد الفقير فلا تحتقره فالكلمة الطيبة صدقة… فتواضعوا للناس

تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى