(ذكريات طفولتي

✍🏻مرشدة يوسف فلمبان :

رغم جمال الحاضر.. وروعة الأجواء حولها إلا أنها كانت تتأمل قوافل النجوم في هجيع الليل وسكونه
وتتذكر تساؤلات رفقتها/
كيف ضاع منك العمر؟
قالت : عشت طفولة قصيرة المدى.. حيث توارت عني قوافل الحب والأمان ذبلت أزاهيري قبل٠ الأوان.. ويتراءى للناس بأنني كهلة ومازلت في ريعان الصبا.. أدركت بعدمحاورة بين عقلي وقلبي..أن الذكرى لا تَموت تغلغلت الأفكار في بيداء ذاكرتي.. وأن الدنيا محطة عبور نحاول اجتيازها ولكنني أسعى دومََا إلى أولى محطات عمري.
فياليتني أعود إلى مدارج طفولتي منذ مضي سنوات عجاف.. أعود إلى زمن البراءة بمعية رفيقات اللهو في حارتي القديمة.. أشتقت لزميلات المرحلة الابتدائية.. تعود ذاكرتي إلى أحداث جميلة في تلك المرحلة العمرية حين كنا وقوفََافي طابور المدرسة أثناء الإذاعة المدرسية.. وكنت أحتضن حقيبة معلمتي وكأنني مبعوثة الأمم المتحدة في شموخ وكبرياء لأنني المفضلة عندها.
ليتني أعودلذلك الزمن الذي يذكرني كيف نتسلم المقررات الدراسية والعودة إلى المنزل وأتهيأ لتغليفها بمساعدة الأهل.
ليتني أعود إلى مقاعد الدراسة للإستمتاع مع الرفقة في تناول وجبة الفسحة في عالمنا الجميل.. وأي جمال هذا!!!؟
وبعد انقضاء اليوم الدراسي نركض إلى منازلنا.. في تلك الأزمنة لاأمارس أي لعبة قبل انتهاء الواجبات المدرسية.. ثم متابعة برامج الأطفال حينذاك.. فهي لا تلهيني عن استذكار دروسي.
في مخيلتي ذاك الزمن مازال متوهجََا فذاكرتي ترسمه في أجمل صورة.. وأبهى لوحة.
ليتني أعود أتسكع على أروقة شوارعنا الجميلة بكل مافيها من فخامة الذكريات وروعة صورها.. تنعش أجوائي رغم السنين..في مخيلتي الباعة المتجولون بائعوا الترمس.. والفول.. والمنفوش.. وجزر اليمن أي البطاطا الحلوة المشوية.. وبائع اليغمش البخاري يتجول به رجل مسن.. ما ألذ طعمه..وما أشهى المأكولات!!
ليتني أعود لشارعنا أتوغل مابين زحمة المارين.. وبين ضجيج أصوات أطفال الحي المكتظ بالألعاب المختلفة.. أين أحصل على تذكرة دخول هذا الكرنفال.. وحضور فعاليات المهرجان اليومي لأطفال زمن المحبة والنقاء..
عاجزة تمامََا عن الوصول إلى مرافيء الأيام الجميلة الزاخرة بالحياة الحلوة.. وروح الألفة..
هكذا أحبتي تمضي بنا الأيام تجري سراعََا تركض بخطاها خطوة تلو خطوة.. تسابق الزمن ممتطية صهوة الساعات لتمضي بنا إلى قطار العمر في محطة العبور.
أواه يادنيا.. ليتنا لم نكبر أبدََا.. أنهكتناالحياة بما يكفي.. فضاعت منا البراءة.. ونقاء النفوس.. فاشتقنا لكل ماهوجميل في روابي الألفة والسعادة.. والإستقرار النفسي..!!!

شخصية من الزمن الجميل..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى