خلاصة الحياة
✍🏻 صالح الريمي :
الشر دائمًا في أي زمان أو مكان هو شيء نسبي ومفهومه لدى البشر مفهوم قاصر للشر لأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرًا لك قد لا يكون شرًا، بل ممكن أن يكون خيرًا ولا يكشفه الله لك فتعيش العمر وأنت تعتقد أنه شر، لهذا دائمًا تجد الإنسان يتضجر من أقدار الله عزوجل ويتسائل فيما بينه وبين نفسه وهذا أمر طبيعي للنفس البشرية التي خلقها الله سبحانه إلا للمؤمن بالله وبالقدر خيره وشره..
وغالب البشر اليوم تتسأل لماذا لم تأتني هذه الوظيفه؟ لماذا خلقت بدون ذرية؟ لماذا لم أتزوج؟ لماذا صحتي سيئة؟ لماذا أنا فقير أو مديون؟ لماذا لم أوفق في تجارة أو زواج أو بناء بيت!؟ لماذا فصلت من عملي؟ لماذا أخذ مني أعز مالدي بهذه السرعة!؟
كل هذه التساؤلات البشرية الطبيعية تجدها في كلمة الخضر عليه السلام لنبي الله موسى عليه السلام، إذ قال الله تعالى على لسان الخضر: (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، أي يا ابن آدم لن تستطيع ولن تفهم أقدار الله، لأن الصورة الحقيقية للحياة أكبر من عقلك وتفكيرك وادراكك وتدبيرك، قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة، لكن الحقيقة هي غير ذلك تمامًا، والله سبحانه قد حماك منها..
مثال بسيط؛
أنت ذو بنية ضعيفة، وقد تقول لقد حرمني الله من الجسد القوي، أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة، ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ لهذا حرمك الله الصحة، وقد تكون قليل المال، وتتسآل لماذا أنا فقير؟ أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال ونهايتك ستكون وخيمة لو كنت تملك المال؟ لهذا حرمك الله المال لحكمة هو يعلمها سبحانه وأنت العبد الضعيف لا تعلمها.
وقد تتسآل امرأة لماذا حرمني الله الجمال؟ أليس من الممكن أنكِ ذات شخصية استعراضية، ولو كان منحك الله الجمال لكان أكبر فتنة لكِ وأنت لا تعلمي؟ لماذا تأخرتُ في الزواج؟ لماذا تأخرت في الإنجاب؟ كل هذا التأخيرات لحكمة هي فوق عقلكِ البشري الضعيف الذي لا يدرك ولا يحيط بكل الأمور..
فإن علمت بأقدار الله، خيرًا بدت أم شرًا، أنها من عند الله عزوجل وحمدت الله في كل حال، حينها فقط، سينطبق عليك كلامه سبحانه وتعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
*ترويقة:*
لكي تعيش مرتاح البال أنظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ واستعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمها، وقل في نفسك، أنا لا أفهم أقدار الله، لكنني متصالح مع نفسي وظروفي وحياتي، وموقن أن كل ما يحصل لي هو من عند ربنا الذي يعلم السر واخفى، فإذا وصلت إلى هذه المرحلة، ستصل لأعلى مراحل الإيمان، والطمأنينة وراحة البال.
*ومضة:*
خلاصة الحياة، قال تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لكم).
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*