لقاء مع الكاتبة العمانية سلوى المقبالي
كتب – محمد مسن
كاتبة عمانية متميزة في أفق الإبداع حيث تشتغل بهدوء على عملية التجريب على كتاباتها في القضايا الاجتماعية و قد صدر لها كتاب تحت عنوان( التمرد بملائكته وشياطينه)
حرصت بامتياز على تقديم جوانب تجديدية في عالم القضايا الإجتماعية والنفسية وتطوير الذات وكان لها العديد من المقالات التي تناقش قضايا إجتماعية معاصرة و من هنا كان لنا معها الحوار الآتي:
أولاً : لنبدأ بمسيرتكِ الأدبية. ما الذي ألهمكِ للبدء في الكتابة؟
سلوى المقبالي: لطالما كان لدي شغف بالقراءة منذ صغري،كنت أجد نفسي غارقة في عوالم مختلفة بين صفحات الكتب. وفي مرحلة ما، شعرت برغبة قوية في خلق عوالم وقصص خاصة بي. الإلهام جاء من خلال تجاربي الشخصية، ومن حياتي اليومية التي مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تحمل معاني كبيرة. الكتابة بالنسبة لي هي وسيلة للتعبير عن مشاعري وأفكاري.
ثانياً : كيف تصفين أسلوبكِ في الكتابة؟ وما الذي يميز أعمالكِ عن باقي الكتّاب؟
سلوى المقبالي: أسلوبي يميل إلى السرد البسيط والعميق في الوقت نفسه. أحرص على أن تكون لغتي سلسة وملائمة لكل قارئ، مع التركيز على التفاصيل الإنسانية التي تشعر القارئ بالتعاطف والارتباط بالشخصيات. ما يميزني ربما هو قدرتي على دمج الواقعية بالخيال، حيث أستمد قوتي الإبداعية من الحياة اليومية وأحولها إلى قصص تحمل أبعاداً عميقة.
ثالثاً : ما هي الموضوعات الأكثر قربًا إلى قلبكِ والتي تفضلين الكتابة عنها؟
سلوى المقبالي: أحب الكتابة عن العلاقات الإنسانية، عن الصراعات الداخلية التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية. قضايا الهوية، والانتماء، والبحث عن الذات تأخذ حيزًا كبيرًا في كتاباتي. كما أنني أهتم بقضايا المرأة وأحب أن أعطيها صوتًا مميزًا في أعمالي. أرى أن الكتابة هي مرآة للعواطف والتجارب الشخصية، وهي وسيلة لنقل تلك التجارب للآخرين.
رابعاً : هل تأثرتِ بكُتّاب معينين في مسيرتكِ الأدبية؟ من هم؟
سلوى المقبالي: نعم، تأثرت بعدد من الكتاب على مدار مسيرتي، ومن بينهم نجيب محفوظ وغازي القصيبي. أعمالهم ألهمتني في كيفية تناولهم للقضايا الاجتماعية والإنسانية. أحببت عمق الشخصيات في رواياتهم والقدرة على تحويل الأحداث العادية إلى دراما قوية. كما تأثرت بكتّاب عالميين مثل إيزابيل الليندي التي تتميز في السرد الروائي الممزوج بالخيال والواقعية.
خامساً : كيف تتعاملين مع تحديات الكتابة، مثل عدم وجود الإلهام أو الحواجز الإبداعية؟
سلوى المقبالي: من الطبيعي أن يمر الكاتب بفترات من عدم الإلهام أو حتى الركود الإبداعي. بالنسبة لي، أحب أن أبتعد لفترة قصيرة عن الكتابة وأقوم بنشاطات أخرى قد تعيد إليّ الإلهام، مثل السفر، القراءة، أو حتى التأمل في الطبيعة. أحيانًا، التحدث مع الناس وسماع قصصهم يساعدني على العودة للكتابة بروح جديدة. أعتبر الكتابة تمرينًا يوميًا، حتى لو لم أكتب شيئًا مهمًا، فالمهم هو الاستمرار في المحاولة.
سادساً : ما هي النصيحة التي تودين تقديمها للكتّاب الناشئين؟
سلوى المقبالي: نصيحتي هي أن يتحلوا بالصبر والإصرار. الكتابة ليست عملية سهلة دائمًا، وقد تواجهك صعوبات في الطريق، لكن عليك أن تؤمن بأفكارك وبقدرتك على التعبير. لا تخشَ من الفشل، بل اجعل منه دافعًا للتطوير والتحسين. والأهم من ذلك، اقرأ كثيرًا ووسع آفاقك لتصبح كتاباتك أكثر نضجًا وتنوعًا.
سابعاً : كيف تفاعلتِ مع قرائكِ؟ وما تأثير تعليقاتهم على كتاباتكِ؟
سلوى المقبالي: أقدر جدًا تعليقات قرائي، سواء كانت إيجابية أو نقدية. كل ملاحظة أعتبرها فرصة للتعلم والنمو ككاتبة. تفاعل القراء يشجعني دائمًا على الاستمرار ويعطيني دافعًا لتقديم الأفضل. بعض القراء يشيرون إلى تفاصيل معينة في الأعمال التي قد أكون أغفلتها، وهذا يساعدني على تحسين نفسي مع كل عمل جديد.
ثامناً : هل لديكِ روتين معين قبل البدء في الكتابة، أو طرق معينة تساعدكِ على التركيز؟
سلوى المقبالي: نعم، أحب أن أبدأ يومي بتأمل قصير أو ممارسة اليوغا لصفاء الذهن. أحيانًا أشعل شموعًا أو أستمع إلى موسيقى هادئة تساعدني على التركيز. أفضل الكتابة في الصباح الباكر عندما يكون العالم هادئًا، لأني أشعر أن هذه الفترة تمنحني طاقة إبداعية خاصة.
تاسعاً : ما هي المشاريع الأدبية التي تعملين عليها حاليًا؟ وهل هناك أي كتب جديدة في الأفق؟
سلوى المقبالي: حاليًا، أعمل على اصدار بسيط و جديد يتناول بعض القضايا الانسانية
وهناك ايضا المقالات الشهرية واحيانا الاسبوعية التي انزلها في بعض الصحف العربية منها صحيفة الان العربية
عاشراً : أخيرًا، كيف ترين مستقبل الأدب في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي؟
سلوى المقبالي: أعتقد أن التكنولوجيا قدمت للأدب فرصًا جديدة للوصول إلى جمهور أوسع. على الرغم من أنها قد تؤثر في بعض الأحيان على طريقة استهلاك المحتوى، إلا أنني أرى أن الأدب الحقيقي قادر على التكيف مع كل عصر. وسائل التواصل الاجتماعي تفتح لنا بابًا للتفاعل مع القراء بشكل أسرع وأكثر مباشرة، لكنها تتطلب أيضًا من الكتاب الحفاظ على جودة وأصالة أعمالهم في خضم هذا التدفق الكبير للمحتوى.
ختاماً: شكرًا لكِ، سلوى، على هذه الفرصة الرائعة لمشاركتنا أفكاركِ وتجاربكِ.
سلوى المقبالي: شكرًا لكم على هذه المحادثة الممتعة! أتمنى أن تصل كتاباتي إلى قلوب القراء وأن تترك أثرًا إيجابيًا.
هل هناك أي تفاصيل أخرى تود إضافتها؟
لا شكرا جزيلا لكم على هذه الاستظافة الجميلة