كل الفخر .. مكتبة بربر العامة

✍️د. معتز صديق الحسن :

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر

[email protected]

# كم يشعر المرء بكثير من المرارة والأسى للعبارة المتداولة: (كيف تتقدم أمة إقرأ وهي تعرض الأحذية خلف خزائن الزجاج النظيفة واللامعة بينما تسمح متهاونة بأن تفترش أمهات الكتب على غبار أديم الأرض المتسخ).
# لكنك سوف تقرأ بفخر واعتزاز كبيرين كل ما مررت بالقرب من أحرف “مكتبة بربر العامة” لتنطقها بتهجئة فرح طفولي ينطق أول كلمة ويقرأها بصورة صحيحة فيرددها كثيرًا وكأنه إكتشف كل الكون.
# وذلك لأن تلك المكتبة ردت إلى الكتاب عزه وشرفه واعتباره بأن عرضته وسط عناية فائقة والتي من صفاءها ونظافتها متى ما مددت يدك لأخذه متلهفًا متعجلًا رددتك برفق مفاجأة ملمس الزجاج الناعم.
# وهذه الأرفف تحتضن بودٍ ظاهرٍ وكبيرٍ شتى أنواع الكتب والتي لسان حال كل واحد منها ينادي بأن أقرأني أنا أولًا فمجموعها يضم مختلف معارف العلوم في كافة المجالات الدينية والعلمية والصحية والثقافية و… و…
# وكل عظيم الإمتنان لكل الذين كان لهم الدور الأساسي لتشييد هذه المكتبة منذ أن كانت فكرة وإلى أن صارت واقعًا جميلًا برفدها بعشرات الآلاف من عناوين الكتب ومئات كراسي الجلوس وعشرات طاولات القراءة.
# ونخص بالشكر كل الجهات المساهمة في قيامها بدءًا من الأسرة المتبرعة آل الكنزي والمقترحة المحامية آيات برسي والراعية لجنة اليوبيل الذهبي لبربر الثانوية بنين والمنفذة حكومة محلية بربر والمتابعة الأستاذ سيد مليح.
# وبحسب إفادة الاقتصادي عبد العظيم مدثر فما استغرقته المكاتبات والموافقات بين الجهات السابقة وترحيل المكتبة لموقعها الحالي (72) ساعة فقط فليت كل مشروعات بربر المستقبلية تتحقق بمثل هذه النية الصادقة والإخلاص الكبير والهمة السريعة.
# الجميل أن المكتبة وبعد بداياتها مباشرة لم تتوقف عند محطة قراءة الكتب المطبوعة فقط بل وفرت في ركن أدنى لا أقصى خدمة الإنترنت للقراءة الإلكترونية أي من لم يجد كتابه ورقيًا يجده بإذن الله الكترونيًا.
# الأجمل من كل ذلك أيضًا توفيرها لمساحة مقدرة ومهيأة وجاذبة لركن خاص بكتب الأطفال تزينه رسومات ألعابهم ومقاعدهم الخاصة بهم كأنما تبشرهم وبكل تأكيد أن هذا المكان مكانكم ولا لأحد سواكم.
# وفي هذا كأنها تؤمن أنه بمثلما أن الأسر تذهب بأطفالها للمطاعم لإشباع بطونهم الفارغة أيضًا لابد من إحضارهم للمكتبات لتهذيب عقولهم الجاهلة بالعلم والمعرفة لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
# بقي التنويه إلى أنه بالرغم من أن عدد القائمين على أمر إدارة المكتبة قليل ولا يتناسب مع مساحاتها المكانية ولا الزمانية لكن لن تشعر بأي تقصير منهم بل هم يؤدون رسالتهم الكبيرة فيها بكل صمت وتجرد ونكران ذات.
# فيا أيتها الجهات المسؤولة عن تلك المكتبة ليتكم تسعدون من يعملون بها (نطقًا معنويًا) وذلك بتكريمهم ولو بزيارتهم والافتخار بنشاطاتهم و(حالًا ماديًا) وذلك بتحقيق مستطاع ما يطلبونه لمزيد من التجويد والتحسين.
هذا وبالله التوفيق. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى