بسبب إصابات الارتجاج المخ تعاون بين الفيفا ومنظمة الصحة العالمية

 

الرياض — حسن عواجي:

تعاون الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا مع منظمة الصحة العالمية في سويسرا لنشر الوعي من مخاطر الارتجاج في المخ بعد انتشار هذه الإصابة بصورة كبيرة في جميع البطولات والدوريات.

ولاحظ فيفا عدم أخذ المسؤولين والأطباء إصابات الرأس على محمل الجد، ما ترتب عليه تفاقم بعض الحالات التي لم تحظ بالاهتمام اللازم أو تتلقى العلاج الصحيح لمدة زمنية كافية قبل التعافي.

ودائماً ما يعود اللاعب المصاب بقطع سطحي في الرأس إلى أرض الملعب بعد تضميد مكان الجرح، وحتى لو تعرض لارتجاج في المخ يحصل على إذن بالعودة للعب في نفس المباراة، أو في المباراة التالية، باستثناء بعض مسابقات الدوري الأوروبية مثل الإنجليزي، والتي تكون أكثر حزماً في هذا الصدد بمنع اللاعب من المشاركة في أكثر من جولة إذا لم يزل الخطر.

وتنص إرشادات اتحاد الكرة الإنجليزي على أن أي لاعب يشتبه في تعرضه لارتجاج في المخ يُجبر على الخروج على الفور من الملعب، مع السماح بتطبيق تبديلات إضافية دائمة في مثل هذه الحالات.

واعترف لاعب مانشستر يونايتد السابق رافاييل فاران في شهر أبريل 2024 قائلاً “عانيت من الارتجاج في المخ بصفة مستمرة بسبب كثرة لعب الكرة بالرأس.

تجنب الخطر أهم بكثير من أي مباراة عنوان الاتحاد الدولي لكرة القدم لحملة التوعية الخاصة به بـ اشتبه بالإصابة وبادر بالحماية.. تجنّب الخطر أهم بكثير من أي مباراة”، وتلقي الضوء على مخاطر ارتجاج الدماغ بتوفير موارد تعليمية لجميع المشاركين في كرة القدم من جميع المراحل، تساعدهم على معرفة علامات الاشتباه بالإصابة بارتجاج الدماغ، وأعراضها وطريقة حماية اللاعبين على جعل اللعبة أكثر أماناً.

وأعلن فيفا اليوم الاربعاء 18 سبتمبر 2024، بشكل رسمي، إطلاق حملة عالمية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وبدعم من الاتحادات الوطنية الأعضاء لدى فيفا تماشياً مع الأهداف الاستراتيجية للعبة العالمية في الفترة من 2023-2027.

وتعقيباً على إعلان المجلس الدولي لكرة القدم في اجتماعه العام السنوي في مارس 2024، أطلق فيفا بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية حملة لنشر الوعي إزاء ارتجاج الدماغ.

تهدف الحملة إلى نشر الوعي بشأن ارتجاج الدماغ الذي قد يصيب جميع اللاعبين على أرض الملعب، وقد حظيت بدعم من لاعبين ومدربين وأطباء فرق حول العالم.

ارشادات الفيفا للاعبين والمدربين والأطقم الطبية

قال الفيفا في بيان رسمي إن الحملة التي أُعدّت بعد التشاور مع اللجنة الطبية في فيفا وخبراء الصحة الدماغية في منظمة الصحة العالمية، تهدف إلى رفع كفاءة اللاعبين والمدربين والأطقم الطبية للاعبين، وحتى المشجعين، على التعرف على علامات ارتجاج الدماغ وأعراضه.

وشددت الحملة على أنّ الأعراض الخاصة بارتجاج المخ، قد تظهر خلال فترة تصل إلى 72 ساعة من حدوث الإصابة.

وتوفّر الإرشادات كيفية العودة للعب بأمان بعد الاشتباه بحصول ارتجاج دماغي، وهذه الموارد المعدّة حسب الطلب مصممة لتمكين الجهات الفاعلة في المنتخبات الوطنية والأندية والدوريات المحترفة كما في مجتمعات الهواة والبراعم.

أضاف فيفا قائلاً سيتم نشر الحملة على مستوى العالم عبر قنوات FIFA، كما سيتمّ توزيع مجموعات الأدوات على الاتحادات الوطنية الأعضاء الـ211 لنشرها محلياً وإقليمياً”.

بمناسبة إطلاق هذه الحملة، قال جياني إنفانتينو رئيس الفيفا: “ارتجاج الدماغ هو إصابة رضّية، ويجب التعامل معها دوماً بكل جدية.

لعب كرة القدم هو أمر يجب أن يستمتع به الجميع وفي كل مكان بشكل آمن. ومن خلال التعرُّف على مؤشرات ارتجاج الدماغ وإدراك مخاطره والتعامل معه بالشكل الأمثل نكون قد وضعنا سلامة اللاعبين على صدارة أولوياتنا”.

أضاف رئيس الفيفا “أتوجه بشكل كبير للاتحادات الوطنية الأعضاء لدى الفيفا على جهودها لإطلاق الحملة معنا وعلى اتباع النصائح التي قدّمها زملاؤنا في منظمة الصحة العالمية”.

من جهته، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية: “يشكّل ارتجاج الدماغ مشكلة صحية عامة في جميع مستويات كرة القدم وغيرها من الرياضات، ما يتطلّب مستويات مرتفعة من الوعي والعمل”.

تابع غبريسوس “تفتخر منظمة الصحة العالمية بتعاونها مع الفيفا لإطلاق حملة اشتبه بالإصابة وبادر بالحماية الهادفة إلى الترويج لطرق حماية الدماغ للاعبي كرة القدم حول العالم، صغاراً وكباراً، من مخاطر ارتجاج الدماغ”.

الركائز الرئيسية للحملة

تقوم هذه الحملة على ثلاث ركائز أساسية بالنسبة للمنتخبات الوطنية والأندية والدوريات المحترفة، وفئتي الهواة والبراعم:

الدراية: سواء كنت لاعباً أو مدرباً أو طبيب الفريق أو أحد الأهل أو ولي أمر، من المهمّ أن تكون على دراية بأنّ ارتجاج الدماغ هو إصابة رضّية، ويجب التعامل معها دوماً بكل جدية. يحب على الجميع أن يكونوا على دراية بالأعراض الشائعة لارتجاج الدماغ، ومتى يتوجب عليك السعي للحصول على استشارة طبية طارئة.

اشتبه بالإصابة: يجب إجراء تقييم طبي لأعراض ارتجاج الدماغ لأي شخص يتعرّض لضربة مباشرة على الرأس أو الوجه أو الرقبة أو الجسم. قد تستغرق الأعراض حتى 72 ساعة قبل الظهور. وتتضمن صداع الرأس أو الإحساس بـ “ضغط” أو الغثيان أو التقيُّؤ أو اعتلالاً في التوازن أو الإحساس بالدُّوار أو اختلال التوازن أو التشوُّش أو عدم الوضوح في الرؤية أو رؤية مزدوجة أو حساسية من الضوء و/أو الضجيج أو مشاكل في الذاكرة (صعوبة في تذكّر ما أدى للإصابة الرضّية و/أو ما سبقها أو تلاها) أو الإحساس بالاضطراب وعدم القدرة على التركيز أو اضطرابات في النوم.

بادر بالحماية: يجب إخراج أي شخص من أرضية اللعب فور ظهور أحد أعراض ارتجاج الدماغ أو عدة أعراض. يجب أن يقوم طبيب بعملية فحص بأسرع وقت ممكن وخلال 24 ساعة. تتغير أعراض الارتجاج الدماغي وتتطور في غضون دقائق وساعات وأيام وحتّى أسابيع بعد التعرض للإصابة. قد تتطلّب بعض الأعراض عناية طبية طارئة. يجب على اللاعبين الاسترشاد بالتوجيهات الطبية المتعلقة بالعودة للعب. تجنُّبُ الخطر أهم بكثير من أي مباراة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى