لاعب الشباب هرب بعد حادثة الملثمين و مشى على خطى رونالدو

الرياض – حسن عواجي :

في مدينة لشبونة العاصمة البرتغالية إحدى أقدم المدن في العالم ينقسم سكانها البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة يوم ديربي المدينة الكبير والعريق الذي يجمع بنفيكا وسبورتينج لشبونة إلى معسكرين أحمر وأخضر وتتحول المدينة الكبرى إلى مدينة أشباح بسبب انشغال أهلها بمشاهدة المباراة البعض في المدرجات والبقية أمام شاشات التلفاز وتعرف العائلات في المدينة أنها مشهورة بالانتماء إلى أحد قطبي المدينة ولا يجرؤ أحد أبنائها على تشجيع الغريم الآخر ولكن البرتغالي دانييل كاستيلو بودينس لاعب فريق الشباب الأول لكرة القدم الجديد أحد القلة الذين كسروا القاعدة وخالف ميول عائلته العاشقة للعملاق بنفيكا وقرر تمثيل الغريم سبورتينج في بداية مسيرته الكروية.

في 21 أكتوبر 1995 أنجب الزوجان البرتغاليان كوينتينو بودينس وماريا بودينس طفلهما الأول في مدينة أويراس الواقعة في الجزء الغربي من العاصمة لشبونة وقررا تسميته دانييل نسبة إلى أحد أجداده القدامى.

اشتهرت عائلة بودينس في المدينة بأنها من كبار العائلات المتعصبة للنسر الأحمر العملاق بنفيكا وكان أحد كبار العائلة ضمن أهم أعضاء الشرف في النادي الذي يعد من أعرق الأندية في أوروبا والعالم وصال وجال وخزينته مليئة بالألقاب التي من أبرزها لقبا دوري أبطال أوروبا في الستينيات الميلادية بجانب حصوله على الوصيف خمس مرات.

في عائلة عاشقة للساحرة المستديرة نشأ الطفل الصغير دانييل وكان لا يتخلف عن ممارسة هوايته المفضلة في شوارع المدينة مع أقرانه، وسط ترقب من الأب الذي يسعى إلى أن يضمن لابنه مستقبلًا جيدًا في عالم الملايين التي يحصدها لاعبو كرة القدم.

في سن السابعة قرر الأب تسجيل ابنه في أكاديمية نادي بيلينينسش، أحد أقدم الأندية البرتغالية، تمهيدًا لتسجيله في النادي المعشوق للعائلة بنفيكا بعد أن يثبت براعته مع النادي الصغير، لكن أعين كشافي نادي سبورتينج الشهير كانت تراقب الطفل الصغير على مهل وتخطط لخطفه في أقرب فرصة.

لم ينتظر كشافو نادي سبورتينج لشبونة كثيرًا خوفًا من أن يسبقهم منافسوهم في العملاقين بنفيكا وبورتو على الظفر بالطفل الموهوب وقرروا المبادرة بإقناع الطفل الصغير بالانتقال إلى القلعة الخضراء.

في الأزمنة السابقة كان كشافو نادي سبورتينج لشبونة بحاجة إلى الكثير من الوقت لإقناع الصغار بالانضمام إلى أكاديمية النادي في ظل وقوعهم بين فكي العملاقين بورتو وبنفيكا اللذين يظفران بتوقيع المواهب البرتغالية بأقل مجهود، ولكن المعادلة تغيرت مع مطلع القرن الجديد منذ أن أنجبت أكاديمية سبورتينج لشبونة أعظم لاعب في تاريخ البلد الأوروبي وأحد أعظم لاعبي كرة القدم وهو كريستيانو رونالدو الذي بعد ذلك لم يعاني كشافو النادي كثيرًا في إقناع الصبيان بسبب حلمهم جميعًا بالسير على خطى «الدون».

كان الطفل دانييل أحد هؤلاء الأطفال وبذل الكثير من الجهد في سبيل إقناع عائلته التي رفضت فورًا أن يذهب ابنهم إلى سبورتينج وهم المشجعون المتعصبون لبنفيكا وأحد كبار مناصريه في المدينة لكن دموع الطفل الصغير جعلت والديه يوافقان على أن يكسرا تقاليد العائلة ويرتدي قميص الغريم التقليدي لفريقهم في المدينة.

تدرج دانييل في الفئات السنية بالعملاق الأخضر متلمسًا خطى الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، وفي 2016، اشتد عوده، ولفت أنظار المدرب الشهير جورجي جيسوس مدرب الهلال الحالي، الذي ضمه للفريق الأول، ثم أعاره إلى موريرينسي، ليكتسب المزيد من الاحتكاك، واستعاده بعد عام، وشارك معه 40 مباراة رسمية.

في يوليو عام 2018 تعرض لاعبو سبورتينج لشبونة وبينهم بودينس إلى هجوم نفذته مجموعة من الرجال الملثمين الذين هاجموا اللاعبين والمدربين في غرفة تبديل الملابس حيث كانوا يستعدون للتدريب، ما جعل 9 لاعبين يتقدمهم دانييل بودينيس وبرونو فرنانديز قائد مانشستر يونايتد الحالي يتقدمون بطلب فسخ عقودهم مع النادي.

وبعد فسخ العقد نشر اللاعب رسالة عبر حسابه الشخصي في إنستجرام رسالة وداعية قال فيها: بالتأكيد، انتهى وقتي في سبورتنج، رغم كل ما علمني إياه سبورتنج، لم يعلمني أحد كيفية التعامل مع بيئة مليئة بالتهديدات والعنف، حيث أخشى على سلامتي وسلامة عائلتي».

وأضاف: «لقد أمضيت 13 عامًا مع سبورتينج، وأنا فخور جدًا به وسأكون ممتنًا له إلى الأبد لقد التقيت بأشخاص أحببتهم مدى الحياة، وكان ذلك أيضًا المكان الذي طورت فيه شغفي بكرة القدم، ولهذا السبب شعرت بالحاجة إلى التغيير من أجل توازني العاطفي ومع الأحداث الأخيرة، توقفت عن العثور على الانسجام الذي أحتاجه للعب على الرغم من كل ما علمته لي سبورتنج، لم يعلمني أحد كيفية التعامل مع بيئة مليئة بالتهديدات والعنف، حيث أخشى على سلامتي وأمني على عائلتي.

ودع الفتى البرتغالي نادي طفولته ورحل إلى اليونان في أول تجربة احترافية خارج بلاده، عندما لفت أنظار العملاق اليوناني أولمبياكوس، الذي اشتراه مقابل 7 ملايين يورو، وهي رحلة وضعته في أول طريق النجومية، حيث كان أحد العناصر المهمة في التتويج بلقب الدوري الممتاز موسم 2019ـ2020، ومن ثم ينتقل بعدها إلى إنجلترا ويرتدي قميص ذئاب هامبتون في إنجلترا، قبل أن ينتهي به المطاف في الرياض مع الليث الشبابي.

شغفت المحامية القانونية كايرا بيسكوفسكي قلب بودينس حيث بدأت علاقتهما في عام 2010 عندما كانا في سن المراهقة المبكرة، واستمرت 10 أعوام حتى قرر النجم البرتغالي اتخاذ الخطوة التالية في علاقتهما، وتقدم بطلب الزواج من كايرا في أغسطس 2020، قبل أن ينجبا طفلتهما الأولى عام 2023.

في الرياض لن يكون التحدي سهلًا أمام الفتى البرتغالي مع الليث الشبابي وهو الذي ستقع عليه مهمة قيادته للتغلب على كبار نجوم بلاده في قطبي العاصمة النصر والهلال يتقدمهم أسطورتهم الخالدة كريستيانو رونالدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى