أيها المعلم كن مبدعًا

✍️ صالح الريمي :

أنقل لكم مقطع فيديو لأحد المعلمين المصريين وهو يشرح مادة الجغرافيا للطلاب بطريقة طريفة وفكاهية ومرحة وذكرني بمعلم مصري كان يشرح لنا بنفس طريقته الفكاهية، وكنت حينها أحفظ الخرائط والمدن وأماكنها بمجرد رؤيتي للخريطة، حتى أن إختبار مادة الجغرافيا كان من أسهل الاختيارات وكنت آخذ فيها الدرجة الكاملة..
وأنا ‏‎يعجبني المعلم الذي يستنفد طاقته وجميع الطرق التعليمية حتى يرسخ المعلومة في أذهان الطلاب ليفهموا الدرس بطريقة سهلة وسلسة، عكس بعض المعلمين يشرح المادة بطرق بدائية ويقرأ نص المادة ببرود وبدون تفاعل مع الطلاب حتى تنتهي الحصة، وبهذه الطريقة قد يطفش الطلاب وتكره المادة وحصة المعلم.

مهنة المعلم هي مهمة الرسل والأنبياء، وهي المهنة المقدسة التي كان ينظر إليها بإكبار واحترام على مر العصور، ولا تخلوا منها حضارة بشرية مهما كان مستواها، كيف لا وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل الإنسان، وهو أشرف ما فيه، وهي التي تنمي في الإنسان أعظم خصيصة ميزه الله بها وهي خصيصة العلم. فالإنسان الحق عقل في جسد..
بعث الأنبياء ـ عليهم السلام ـ معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة ويزكونهم، ولم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء، فنعم الإرث ونعم المورث.

وما نقص قدر العلم والتعليم إلا بعدما صرنا ننظر إلى التعليم على أنه وظيفة تؤدى لأجل المقابل المادي، وصرنا ننظر إلى المعلم بعدد ما يمكثه من ساعات بين جدران المدرسة، ففقد العلم والتعليم قدسيته، ورتع في حمى التعليم من ليس أهل له!.
التعليم مهنة “ربانية” فالله علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.. وعلم آدم الأسماء كلها، وبعث الرسل معلمين، والمعلم يتعامل مع أشرف ما في الإنسان: عقله، ويعطيه من نتاج فكره، فالتعليم هي المهنة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان.

*ترويقة:*
أيها المعلم كن مبدعًا وابتعد عن الروتين فلتزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب وروتين ممل، وحاول دائمًا أن تتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، وكن مبدعًا في تنويع أساليب العرض، محاولًا أن يكون لكل درس بدايته المشوقة، فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طلابي، وكل ما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطلاب أكثر.

*ومضة:*
سمعت أن هناك إستراتيجية اسمها التعليم بالقصص أو الحكايات، وتنفع في مقدمة الدرس لجذب الطلاب وتفعيل مهاراتهم، وياريت المعلمين اليوم يأخذوا بهذه الاستراتيجية الجميلة.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى