رفقًا بجمال الحياة

✍️ صالح الريمي :

يقول الفلاسفة:
إن العادة تقتل الإنتباه وإن العين لا ترى من الأشياء سوى ذلك الذي يخرج عن عادة النظر إليه، لأن الألفة في العادة تسرق من العين القدرة على ملاحظة الاختلاف، وربما كان ذلك سببًا كافيًا لفقدان المتعة بأشياء كثيرة جدًا في حياتنا، ومنها وجود الأنثى في حياة الرجل بسبب عامل التعود على التعامل معها بحواسه دون مشاعره..
ومما لا شك فيه أن المرأة واضحة في التعبير عن مشاعرها في الفرح والحزن، وعن مشاعرها الداخلية وفي علاقتها مع الأخرين، وتعشق المرأة أيضًا سماع الكلمات العاطفية وخصوصًا من الرجل لكونها كتلة من المشاعر، ولا أعني هنا بالرجل الغريب وإنما أقصد الزوج والأب والأخ.

“أحبكِ”؛ هناك أصناف مختلفة من الرجال ينظر لهذه لكلمة من منظور شخصي نابع من تفكيره أو من تأثير الأخرين، وهناك صنف من الرجال ينظرون بأن ترديد كلمة “أحبكِ” تعني ضعف الشخصية وتكرارها ويفقد من رجولته وشخصيته، وهناك صنف من الرجال يفضلون أن يترجموا هذه الكلمة بالأفعال لا بالقول وتكرار هذه الكلمة قد تكون مستهلكة في نظرهم..
وهناك صنف من الرجال ينظرون إلى أن ترديد كلمة “أحبكِ” كلام فاضي ولا تناسب رجولتهم ولا تعنيهم، بل وليست من اهتماماتهم، فعندهم من هموم الحياة أكبر من مضيعة الوقت بالكلمات الرومانسية، وهناك صنف من الرجال لا يهتمون لكلمة “أحبكِ” لأنهم لا يفهمون حاجة المرأة من الأساس لهذه الكلمة ويعتقدون أن المرأة جاءت لتكون خادمة ومربية للأولاد فقط.

وحتى لا نظلم فهناك رجال كثر مثاليون في التعامل مع المرأة بحرفية عالية، لأنه يعرف طبيعية أنوثتها وحاجتها الفطرية للكلمات الرومانسية والمشاعرية ومتطلباتها وحقوقها على أكمل وجه، فالأنثى كالوردة تحتاج الأهتمام دومًا لتزهر ويفوح عطرها، فهي رقيقه جدًا وتتأثر بأي موقف، لأن قلبها يحمل الحُب والرقة والحنان والعطف، وتعطي الأهتمام لمن يهتم بها ويقدرها ..
أمس قرات خاطرة جميلة أرسلت لي يقول فيها الدكتور خالد المنيف مستشار العلاقات الزوجية: أنه في إحدى الدورات تجرأت وطلبت من الحضور أن يخرجوا جوالاتهم ويكتبوا كلمة “أحبكِ” ويرسلوها لزوجاتهم! تفاعل الحضور بعد أقل من دقيقة وإذا بالقاعة تضج وتعج برنات رسائل الجوالات، حيث أتت سيل من الردود الجميلة من الزوجات.

*ترويقة:*
من الردود التي وصلت قول إحداهن: لأول مرة تقول لي هذه الكلمة – لذا سأحيا بكلمة أحبكِ ما تبقى من عمري!!
وأخرى ردت: صاير لك شي علمني..
وأخرى أرسلت: فيك شيء سلامات..
وأخرى أرسلت مستغربة: شكلك أنت تعبان تكلمني من المستشفى!!
وانبهر بعض الأزواج من الردود الجميلة والرائعة..
وأطرف ما جاءت من الرسائل كانت من إحداهن وهي مستغربة ومستنكرة متسألة: أبو محمد هل أنسرق جوالك؟.
أرأيتم كيف أن كلمة واحدة يمكنها أن تفعل المستحيل مع الأنثى، تعلموا فن التعامل مع المرأة من حبيبكم وقدوتكم محمد صلى الله عليه وسلم، حينما قال: (رفقًا بالقوارير)، رفقًا بجمال الحياة.

*ومضة:*
في حياة الرجل إمرأتين، الأولى: بين أحشائها إنطلقت حياته، والثانية: بين يديه ألقت حياتها،
فبرًا بالأولى ورفقًا بالثانية.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى