كن إنسانًا حتى ترتاح

✍️ صالح الريمي :

في خضم عجلة الحياة المتسارعة، قد يحصل لك موقف سلبي من شخص لم يعجبك أو إساءة غير متوقعة، وأحيانًا تقابلك بعض المشكلات فتعكر صفو حياتك، ومرات قد يحصل معك موقف عادي مع شخص سيء الخلق أو تجد إنسان وقح ينهال عليك بألفاظ سيئة تجرح مشاعرك دون مراعاة لإنسانيك أو مراعاةً للذوق العام  . 

ولتكون إنسان مرتاح البال! أتذكر دورة أخذتها قبل سنوات باسم؛ ” كيف تزيل المشاعر السلبية، تكتيك – تكنيك – تدريب”، وسوف أنقل لكم جزءً منها.

هل تريد العلاج السريع لراحة البال؟
أولًا: لا تغضب، هدئ من روعك، كن هادئ الطباع، لين الجانب، متسامح، محسن الظن ليس خوفًا من الطرف الآخر أو خوفًا من انتهاء علاقتك به..
ثانيًا: لا تلتفت للشيطان، ونفسك الأمارة بالسوء للانتقام..
ثالثًا: تذكر أن كل أبن آدم خطاء، وقل في نفسك لعل عنده عذر لا أعلمه الآن..
رابعًا: لا تضع خدك على وسادتك حتى تستشعر بالرضا والاطمئنان..
خامسًا: لا تنم حتى تدعو لمن أساء إليك بكل خير..
سادسًا: تعفو وتصفح عنه تخلق بخُلق الحُلم وهو خُلق خير الأنام وسيد الأخلاق..
سابعًا: استغفر لله كثيرًا واحمدلله على كل حال، متأكدًا أن الخير ما أختاره الله لك، وأنه قدر من لله عليك، وما قدر سيكون لا محالة..
وستجد أن الله أزال من قلبك ما بك من الحسرة والندامة والغضب تجاه هذا الموقف السلبي الذي مر بك.

أخيرًا وليس آخرًا على كل مظلوم وصاحب حق قبل أن تصدر الأحكام وتقرر ماذا ستفعل أسأل نفسك سؤال لماذا فعل هذا الشخص ذلك الفعل تجاهي؟
ثم أسأل نفسك سؤال آخر قبل أن تقدم على شيء، هل تريد أن تنتقم لنفسك أم تنتقم للحق؟.
يقول “دايل كارنيجي”: لا تنتقم واتجه إلى نفسك وعززها وابن فيها روح الخير والهمة العالية والطموح نحو الأفضل، هذا النوع من الإنتقام هو أنجح وأنجع وأقوى أنواع الانتقام، جرّب وأنت الحكم.

*ترويقة:*
تذكر دائمًا قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وقوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ}، وقوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

*ومضة:*
يا أيها الإنسان بكل بساطة حتى ترتاح في دنياك كن إنسانًا بمعنى الإنسانية، وهكذا هي الدنيا، لا تصفو من كدر.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى