فنجان وكف…
بقلم: فاطمة العامري.
تقول : كانت لليلة عادية عندما اجتمعوا ، بداية بسلام ثم اطمئنان و فنجان قهوة على غير المعتاد، ليست هذه المرة من بُن ” هرري” او ” يماني” اكتفوا ببن محروق غير محدد المنشأ.
كانت منزوية في ركن تشرب قهوتها وتبتسم …
رمقتها اخرى بنظرة متفحصة وقطبت حاجبها وهمست : ابتسامتك مختلفة
ردت: وماالمختلف؟
قالت لها وهي تراقب فنجانها بعد أن رشفت اخره هاتي فنجانك اقرأه لكي لعلني اجد حلول لحظك العاثر ، تبسمت في استخاف وقالت : هاهو فنجاني يا عرابة ..
وبدأت في طقوسها في العد والهمز واللمز وفتح العينين وتصغيرها وتمتمة واخيراً اهتدت لمجموعة خطوط وتعرجات وتفرعات كان تنبئها فيها عن مستقبل جيد ، ونحس بعد ذلك تتبعة أيام جميلة واخرى عجاف حتى تصل الاربعين من العمر وتموت…
وتموت لوحدها دون رفيق او ونيس
هنا بدأت الانتفاضة والخوف ليس من الموت بل من أن تموت وحدها….
هي تكره الوحدة وتخافها فكيف لها أن تموت دون أحد بجانبها ودون أن يشعر أحبابها شعور مخيف ومرعب وفكرة مرفوضة
صرخت في وجهها وقالت : لن اموت وحدي
ردت : انظري لكف يدك هناك خط واحد وهو انتِ والموت لا خطوط زائدة
وكأنها تصر على فكرة الوحدة قبل الموت
انتهت…