جريمة على شاطئ العشاق

✍️ د. فايل المطاعني  :

                  ” الممشى “

كان منزل الدكتورة هدى يطل على البحر مباشرة، لا يفصله سوي عدة امتار و ساتر اسمنتي وبعدها يأتي ذلك الممشى الجميل الانيق الذي تحيط به أشجار القرم من كل جانب.لهذا يكون مزدحم طوال شهور الصيف القائضة وهذا الممشى المكان المفضل لممارسة الرياضة المسائية، بين أحضان أشجار القرم، وغروب الشمس ورائحة البحر لذلك يطلق عليه شاطئ العشاق
حينها كان الاتفاق بين الفتاتان ، ان يلتقيا في الممشى تمام الساعة الثامنة مساء
ولكن تأخر هدى
عن الحضور ، قد ترك علامة استفهام وحيرة على وجهه منى ؟
لم تتأخر هدى عن موعد
فلماذا هذا اليوم!
قد تأخرت هدى !
وكان الشيطان حاضر كعادته في مثل هذه اللحظات لا يتركك وحدك ابد فبدأ يوسوس لها بأن صديقتها حدث لها مكروه ، فاخذت سيارة والدتها المريضة وذهبت مسرعة لكي تطمئن على صديقة عمرها.
ولم تعلم ان صديقة عمرها تغط في نوم عميق،
ولا تعلم ان هناك سيدتان قد استبد بهما القلق عليها
ضربت منى جرس عدة مرات كانها أرادت ان تفرغ بضربها للجرس كل خوفها وقلقها على صديقتها، وحين فتحت العاملة الباب لم تمهلها لالقاء السلام عليها بل ازحتها جانبآ وذهبت مهرولة الى غرفة صديقتها، لكي تطمئن عليها وقد اصابها الذهول حين وجدتها نائمة تاكل رز مع الملائكة
أخذت المخدة التى وجدتها أمامها والقت بها على راس صديقتها قائلة : هناك دورية شرطة تبحث عنك وانت في سابع نومه!!
رفعت هدى راسها و علامة استغراب كبيرة على وجهها ثم قالت
:ما الذي اتي بك الى منزلنا، ثم التفتت يمينآ و شماﻵ وقالت:انت اقتحمت علي غرفتي ، ماذا هناك ، و قفزت وهي تصرخ ، هل حدث لامي مكروه
واخذت تبكي، ولكن منى مسكت يدها قائلة لها:خالتي بخير لا تقلقي
هيا انهضي ،لقد قاربت الساعة تمام التاسعة، لقد افسدت علينا رياضتنا المسائية، وهدى لا زالت على سريرها، جاثمة على ركبتها، شاخصة اليها، وكأن الذي تحدثها قد أتت من عالم أخر، ليس عالمها، ثم ضحكت وهي ترجع الى سريرها قائلة:لو سمحتي ارجعي غطائي واطفئ الضوء، واخرجي
اليوم عطلة وأريد ان انام الا يكفي آنات المرضي وأوجاعهم طوال الاسبوع، أريد ان اخذ اليوم راحة وتظاهرت بالنوم، ولكن منى رفعت الغطاء عن وجهها وقالت لها:ليس الان وقت النوم ، هيا غيري ملابسك، وانا انتظرك عند خالتي، اشرب معها فنجان من قهوتها اللذيذة حلما تغيري ملابسك، الجو الليلة يساعد على الرياضة
يتبع……