هي : صائمة أحمد جودت

✍️ روان طلاقي :
لا يعرفها الكثيرون، ولكن بالنسبة لي ولأخواتي، هي الملكة المتوجة على عرش قلوبنا. امرأة بحجم الكون، بقدرة السماء على الاحتواء، وبعظمة الجبال في الثبات. هي المرأة التي حملتنا على أكتافها لتجعل منا نساءً يحملن شهادة العلم ووسام الأخلاق، هي التي أبت إلا أن ترى كل ابنة لها متوّجة بتاج المعرفة ومكللة بنور النجاح.
أمي ليست مجرد أم، إنها الدكتورة في علم النفس الإرشادي، المستشارة الجلدية، الكاتبة والإعلامية، المحاسبة الدقيقة، وحاملة الشهادة في علوم الحاسب. جمعت في عقلها شتى العلوم، وفي قلبها أسمى المشاعر، وفي روحها أصدق الدعوات. لم تكن لنا أماً فقط، بل كانت قدوة، معلّمة حبيبة.
يا من أفنيتِ عمركِ في دراستنا، وسهرتِ الليالي لننام نحن بطمأنينة، وكنتِ أنت الساهرة تدعين لنا في كل سجدة وركعة. أنتِ مدرسة الحياة، معلمة الصبر، ومهندسة التفاؤل.
نحن بناتك فقط، ولكننا رجالٌ في عينك. رجالٌ بقلوب النساء، برجاحة العقول، وبصلابة الإرادة. علمتِنا كيف نمسك زمام الأمور، وكيف نواجه الحياة بثقة وثبات. زرعتِ فينا روح الاعتماد على الذات، حتى أصبحتِ مطمئنة علينا، واثقة أن كل ما غرستِه فينا سينمو ويزهر وسيظل مزدهرا.
أمي الحبيبة، كم من الليالي سهرنا ندرس وأنتِ ساهرة تدعين لنا: “اللهم وفقهن، اللهم ارزقهن، اللهم عوّضهن العوض الجميل”. كنتِ الدعاء الذي يحرسنا، والوردة التي أزهرت بستاناً كاملاً من النجاح والتفوق.
يا من تجري الجنة من تحت قدميها، يا من جعلتنا نرى في عينيكِ الوطن، وفي ابتسامتكِ الأمان، وفي عناقكِ السكينة. أنتِ النور الذي لا يخفت، والحب الذي لا ينضب، والدعاء الذي لا ينقطع.
أنتِ يا أمي، الحنان المجبول بالحكمة، و العطاء المكلل بالإيثار، الحب الذي لا يعرف الأنانية.أنت، السفينة التي تقودنا نحو شواطئ النجاح، الرياح التي تدفعنا للأمام، والشمس التي تضيء طريقنا حتى في أحلك الليالي.
أمي، يا زهرة العمر وعطر الأيام، أنتِ البداية، وأنتِ النهاية، وأنتِ كل ما بينهما من حب وأمل وعطاء. أحبكِ بقدر ما تعبتِ، بقدر ما سهرتِ، وبقدر ما زرعتِ فينا من بذور القوة والعلم والإيمان.