أخبار المجتمع

في ضيافة الحكواتي عبير بنت سيف الشبلية

الثقافة... جزء من السعادة

إدار الحوار _ فايل المطاعني :

حين تلتقي بالكاتبة العُمانية عبير بنت سيف الشبلية، لا يسعك إلا أن تلاحظ ملامح الطموح والهدوء والذكاء التي تشعّ من ابتسامتها الواثقة. هي سيدة تنتمي للكلمة بصدق، وتحمل في قلبها محبة للثقافة، وإيمانًا عميقًا بأن السعادة تبدأ من كتاب، وأن العطاء ليس فعلًا بل نهج حياة. في هذا الحوار، نقترب من عالمها الإبداعي، ونكشف شيئًا من أسرار قلمها، وروحها، وتجربتها الملهمة.

وإليكم نص الحوار:

س1: مرحبًا بك أستاذة عبير في ضيافة “الحكواتي”، وشكرًا لقبولك دعوتنا لهذا الحوار. بدايةً، نود أن يتعرف القارئ العربي والخليجي عليك أكثر !! 

ج1:
ياهلا فيكم أستاذي فايل .. لي شرف اللقاء والحوار العطر بعزف أوتار ألحانك بكل حماس وتشجيع .. عبير سيف الشبلية( وطن خالد ) كاتبة عمانية تعشق الحياة والجمال والحق بشغف وحذر ..!! والغنى فالنفس، والقيمة في العمل والعطاء بعناية وطمأنينة.

س2: لنتحدث عن البدايات. نعلم أن البيئة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل شخصية الكاتب. فهل كانت البيئة التي نشأتِ فيها دافعًا لك لتكوني كاتبة؟

ج2:
بالتأكيد للبيئة تلعب دورًا مهما في تشكيل الشخصية وتحقيق المآرب والطموحات..
الحمدلله.. عشت وتربيت في بيئة محافظة متناقضة.. في ظاهرها قسوة الغموض .. وفي أعماقها تفوح روائح الزعفران والريحان ..
ومنذ طفولتي أعيش بأحلام البريئة.. أغلق عيناي ليلا على وقع حلم .. لأصحو صباحا في انتظار شيء .. وعدا جميلا ..
بداية والدي العزيز هو الذي أوقد الحطب وأشعل بداخلي روحا عاشقة للكلمات والحروف والمعاني .. كان أبي وحبيبي وصديقي الداعم الأول والأساسي لي في عالم الكتابة ..لطالما أخذ بيدي ..وشجع قلمي النابض وفكري واحساسي .. والشكر موصول لعمتي صاحبة حرف جميل باحساس مرهف .. وستظل عالقة بالذاكرة .. روحا طاهرة شجعت قلمي بحنان وهيبة من أجل السعي بثبات دون خوف ( خالي سهيل ) الذي أهداني نيشان الاستحقاق ل لقب ( عبير الجميلة ) انطلقي بكل الحب وجنون الحروف المتراقصات.

س3: ذكرتِ في إحدى كتاباتك: “علّمتني سنة 2024 الكثير من الدروس العميقة التي لن تُمحى من ذاكرتي، ومواقف شكّلت ملامح من هويتي، ورسّخت معاني وجودي”. هذا يدل على أن قلمك يحمل بعدًا فلسفيًا وإنسانيًا. ماذا علّمتك تلك السنة فعلًا؟

ج3:
كل ثانية تمر من عمرنا لم تخلق عبثا .. كأي مشهد عابر .. بل لأجلك أنت ..هويتك وملامحك .. كلمة حق في زخم شغب الحياة ..ولكن بالعزم والإصرار صارت نيشانا يسطر مجدا ..
كلنا نبقى بشر..ونملك مشاعر واحساس متناقض .. مابين العتمة والنور .. ولك الحرية أن شئت أن تحيا ..لك أن تنطلق إلى أقصى إمكاناتك ، فتسعى وتثابر من أجل حياة سعيدة ،تعيشها بما تملك من معطيات ..من أجل حلم بريء يسكن اعماقك وقررت أن تعطيه من دقائق يومك .. ليصير عالمك الذي سعيت وعانيت من أجل أن يرى النور ..

س4: قلتِ إن “العطاء جزء من السعادة”. كيف تفسرين هذه العبارة؟

ج4:
ليست للحياة قيمة إلا اذا وجدنا شيئا نناضل من أجله . والتجارب كفيلة بأن تخلق جوهرا انسانيا بجودة وكفاءة عالية .. تعطي بكل حب وبدون مثالية .

س5: حصلتِ على العديد من التكريمات من داخل السلطنة وخارجها. هل تشكّل هذه التكريمات دافعًا لمواصلة العطاء؟ وكيف تصفين شعورك قبل وبعد كل تكريم؟
ج5:
الحمدلله لي مشاركات جميلة وتكريمات مميزة .. شعور لا يوصف بداية بالخوف من الفشل .. وختاما احساسا بالنصر والثبات والإصرار بقوة من أجل حلم جميل ( الكتابة )
والتكريمات شرف ل لكل إنسان مبدع ومتميز بالطموح ..صاحب قلم ورسالة محفوفة بروح الجمال والأمل والتألق والنجاح ..

س6: ماذا أقول عنكِ: كاتبة أم شاعرة؟ وأيهما أقرب إلى قلبك؟

ج6:
أنا أنثى كاتبة تعشق الحياة و الحرية و معاني الشعر بسحر الإحساس والكلمات ..

س7: لكل كاتب طقوسه الخاصة. ما هي طقوسك في الكتابة؟

ج7:
مثل الكل .. مشهد عابر وألمح في تفاصيله أسرار وحكايات ومخاوف مكنونه تستحق فرصة ” بوح وفضفضة ” .. فأبدأ ولو بكلمة.. لتأخذ الصور والأحداث بقلمي واحساسي بكل أريحية ..

س8: أنتِ عضو في عدة جمعيات ثقافية مثل جمعية الكُتّاب والمثقفين بشمال الباطنة، ومجلس صحار الثقافي، وغيرها. ما الرسالة التي تسعين لتوصيلها من خلال هذه الأنشطة؟

ج8:
رسالة سمو بالجهد والعطاء ومثابرة قلم ورأي ، لتسطر تاريخا ومجدا زاهرا ..
هناك جهود مبذولة، وتكاتف مستمر.. ونسعى بكل فخر واعتزاز من أجل وطن أبي حر ( عمان الحب ) والتاريخ شاهدا عظيما ولنا الفخر ..
والشكر موصول لكل جهة و صاحب رأي وفكر وهمة .. سعى بكل سخاء ومنح دقائق وقته ، من أجل رفع راية قلم جريء مكافح وحرف مثابر في وسط معمعة المثالية والمجاملات .
وبالتأكيد نطمح ا الجهات الحكومية

س9: الكتابة شغف. هل تشعرين بذلك الشغف عندما تمسكين القلم وتبدئين الكتابة؟

ج9:
الشغف قوة كامنة في أعماق الإنسان.. محرك الطاقة الذي يبث بداخلي الحياة .. وتعلمني حب الأشياء والأشخاص والأماكن والزمان
بأختلافها وتناغمها.. لأتجه وأنجز ما أحب بكل ثقة واستحقاق .

س10: ما رسالتك للمرأة العُمانية والعربية اليوم؟

ج10:
لكل أنثى تعشق الحياة .. انطلقي بكل قوة وتألق ولين يلامس روحك وعقلك .. فالاحتواء لا يكون ذراعين بل يكون ابتسامة وكلمة طيبة واحساس متبادل ..

س11: هناك من يرى أن الكتابة نوع من العلاج الداخلي. هل شعرتِ يومًا أن الكتابة أنقذتك أو ساعدتك في تجاوز مرحلة صعبة؟

ج11:
نعم .. الكتابة وطن .. يدخلك في متاهات السحر والتألق .. دون تردد وخوف.. تبعثرك بضياع مخيف .. توجعك بقسوة باهتة ..وسرعان ما تلملم شتاتك بشغف ولهفة الشوق والحنين ..

س12: في الختام، سعدتُ كثيرًا بهذا اللقاء معكِ أستاذة عبير بنت سيف الشبلية، كاتبة أنيقة تمثّل بلادنا بكل فخر. أتمنى لكِ دوام التألق، وأرجو أن تسمحي لي بأن أختم ببعض من كلماتك:
مقتطف أحبه جدا وأقرب لقلبي وروحي
( كالغواصين في أعماق البحار ..
صدري امتلأ بالشغف والحنين ..
اتلعثم باضطراب ..
وقبل أن أهمس بحرف
وعلى غير ميعاد
أخذتني الخيالات
إليك .. !! )

“ولنا لقاء مع كاتبة، أو شاعرة، أو مثقفة… من بلادي الحبيبة عمان .

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب