التوتر والعصبية في رمضان

الآن – متابعات :

شرع الله الصيام تزكية للنفوس وسموا وارتقاءاً بها فوق الرغبات والشهوات فالصيام عملية تربوية متكاملة من خلالها يتم تربية النفس وتهذيبها،ولكن بعض الناس يزداد عندهم التوتر والعصبية خلال فترة صيام الشهر الكريم وقد يكون ذلك طبيعياً لعدة أسباب أهمها: الجوع وانخفاض سكر الدم أحياناً حيث يعتبر نقص سكر (جلوكوز) الدم سبباً مباشراً للتوتر والجوع،وكذلك العطش ونقص الماء والسوائل بالجسم حيث يشكل الماء حوالي ٧٥% من مجمل تكوين الدماغ،وعند حدوث جفاف خلال أيام الصيام قد يؤدى إلى بعض الاضطراب في وظائف المخ(الدماغ)،وقد تكون العصبية والتوتر في فترة الصيام خاصة في الأيام الأولى من الشهر الكريم ليست بسبب الجوع أو العطش فقط بل قد تكون أيضاً نتيجة الانقطاع عن
المنبهات مثل: الشاي والقهوة أو التدخين فإنها أشبه ما تكون كأعراض انسحاب النيكوتين والكافيين من الجسم ويمكن إضافة تغيير الروتين اليومى وقلة النوم وضغوطات العمل والحياة أيضًا من أسباب عصبية الصيام والتى ترتفع وتيرتها مع مرور ساعات الصيام وكلما ازددنا اقتراباً من وقت الإفطار والتي قد تسبب في مشاكل عديدة وقد تؤثر على الصيام نفسه.
*فماذا نفعل لكي نحد من العصبية والتوتر فى نهار رمضان ؟!*
الغذاء هو الداء والدواء: فيجب الامتناع عن تناول الأطعمة المالحة في وجبتي الفطور والسحور وخاصة وجبة السحور يجب أن تحتوى على كمية مناسبة من البروتينات والدهون الصحية والألياف(منتجات الألبان – البيض الخضروات-الفواكه – خبز القمح الكامل-الشوفان- الأرز-المكسرات-الأفوكادو السلمون) مع تقليل السكريات والمخللات.
قد يؤدى نقص السوائل والجفاف والإحساس بالعطش إلى الشعور بالعصبية والإجهاد والتعب فيجب شرب الماء بانتظام بين الإفطار والسحور كل ساعة أو ساعتين مع مراعاة عدم شرب كمية كبيرة قبل السحور مما يؤدى إلى كثرة التبول ليلاً والشعور بالعطش نهاراً ويجب أيضأً تناول العصائر الطبيعية بدون سكر أو الفواكه الطازجة إن أمكن لتقليل الشعور بالعطش أثناء نهار رمضان.
*يعد الامتناع عن التدخين* خلال نهار رمضان من ابرز الأسباب للعصبية والتوتر عند المدخنين لذلك ينصح بالتخفيف التدريجى أو الإقلاع عن التدخين بفترة قبل حلول الشهر الكريم وتقليل التدخين بعد الإفطار أو الإقلاع عن هذه العادة السيئة واستبدالها بأنشطة أخرى تقلل من الإحساس بالتوتر مثل: ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة البدنية المختلفة فالرياضة هي العلاج الأمثل لتحسين الصحة البدنية والنفسية وتحسين المزاج وتقليل الضغوطات والتوتر،لذلك ينصح بممارسة الرياضة باعتدال فى الشهر الكريم وأنسب الأوقات قبل الإفطار بساعة عند اعتدال درجة الحرارة،وكذلك بعد الساعة العاشرة مساءاً إلى منتصف الليل.
*الحصول على قدر كاف من النوم:* حيث يعانى كثير من الناس من اضطراب النوم في رمضان وقد ينعكس ذلك على أداؤهم في اليوم التالي مع زيادة التوتر والعصبية والإحساس بالإرهاق والتعب وسهولة الانفعال على ابسط الأمور،لذلك فالحرص على النوم عدد كاف من الساعات من ابرز طرق التغلب على التوتر والعصبية خلال الصيام حيث يعزز النوم على قدرة الفرد على التعامل مع الضغوط والتوتر ويزيد من طاقته وتركيزه.
*وتكن أهم الحلول فى تحضير النفس للشهر الكريم* والتعامل معه كحالة روحانية استثنائية وفريدة تعزز من قربك إلى الله وتسمو بسلوكك الشخصي وترفعك عن العصبية والانفعال في شهر رمضان فرصة ثمينة لضبط النفس وتعويدها على السكينة والهدوء وحب الآخرين واستيعابهم وليس العكس كالعصبية والتوتر والانفعال غير المبرر والذي قد يؤدى إلى مشاكل عديدة أهمها إفساد الصوم والغاية المرجوة منه،كذلك الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والدعاء بتضرع وخشوع له الأثر الكبير في حل المشاكل وتخفيف التوتر والعصبية والقلق.
            د.أحمد نبيل عبدالفتاح 
اخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض.. قسم الإسعاف 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى