حين تنسحب الروح التي تحتويك

الكاتبة/ سلوى بنت خلفان المقبالية – سلطنة عُمان
لم أكن مجرد شخص مرّ في حياتك، كنتُ حائطك حين مال، ويدك حين ارتعشت، وملجأك حين ضاقت بك الأرض. كنتُ الإنسانة التي عاشت معك الحروب التي لم يرَها غيري، واحتملتُ نيران قلبك التي حاولتُ جاهدًا إخمادها، رغم أن شرارها طالني وأحرقني مرات ومرات.
كنتُ الوحيدة التي وقفت بجانبك حين تخلّى الجميع، الوحيدة التي لم تهرب حين أصبحت الحياة معك معركة يومية من الألم والخذلان. لمستُ حزنك قبل أن تبوح به، ومسحتُ دموعك قبل أن تسقط، وأعدتُ إنعاش قلبك اليائس مرارًا كيلا يغرق في ظلامه.
كم مرة كنتُ في قمة ألمي، وكان كل ما أحتاجه هو أن يشعر بي أحد، لكنني حين علمت أنك تتألم، نسيتُ أوجاعي وركضت إليك لأواسيك؟ كم مرة قدمتُ لك الليالي المنيرة والأيام المشرقة كي لا تشعر بالوحشة؟
واليوم… أنا أنسحب.
لا لأنني أردت الرحيل، بل لأنني أريد أن أرى—هل سيعوضك من حولك عني؟ هل ستجد بينهم تلك التي كانت لك أمًّا حنونة، وزوجة عاشقة، وأختًا وصديقة؟ هل سيجتمعون ليكونوا إنسانًا واحدًا كما كنتُ أنا؟
ربما ستكتشف حينها أن بعض الأرواح حين تغادر، تأخذ معها الأمان، والدفء، وكل الألوان.
💔سلوىٰ واشياءً كثيرةً