إبتسامة تتلاشى
✍️مرشدة يوسف فلمبان :
في كل زمان ومكان.. ثمة قصص حزينة أومفرحة.. كل احتواء الدنيا (هي الدنيا) بين أرجائها الكثير من الأحداث المؤلمة.
تناهى إلى مسمعي شكوى من إحدى الصديقات من خلال السوشيال ميديا على إثرإعتداءات على وطنها.. وصراعات الأحداث التي سلبت جمال أيامها.. قالت وفي فؤادها غصة دامية خنقت أنفاسها :كيف أتنفس في دار عبوس وكدر.. لاتعرف الإبتسامة؟
داري يسكنها الخوف والقلق والإضطرابات النفسية.. كابوس ثقيل جاثم في صدر الدار.. بسببه لا أستكين.. ولايهدأ لي بال.. داري حافلة بالمنغصات.. مدعومة بضائقات الأحداث ومجرياتها.. مفعمة بالمشاكل.. والقضايا التي لاتنتهي.. لست أدري.. كيف أنعم في دار يعمها الظلام والصمت الرهيب يسودها القلق.. يتجول في أرجائها كوابيس الظلم في الليالي المعتمة.. المثقلة بدياجير المعاناة ناشبة مخالب الإنهيار على جدار سكينتي في ضجيج الصمت.
أمي.. أبي.. إخوتي.. وكل عائلتي.. أي تربة تضم رفاتهم؟
أي ربي.. ربما من رحم الظلم تولد القوة
وحدي هائمة في دروب الألم.. وعذابات الأحداث.. وفي بحور الإنكسارات أجدف بقوة حتى لا اخسر إصراري وجسارتي لمواجهة أعاصير قادمة محتملة الوقوع..
وفي بؤرة القسوة أجد نفسي وحيدة في وطني.. يحاصرني الصقيع وزمهرير الشتاء القارس يقض مضجعي.. ينتهك راحتي.. يعبث بسكينة روحي.. أحاول جاهدة أن لاتخبو شعلة سراجي الضعيف.. من أجل أن أحمي بقايا داري العابسة.. من الرياح العاصفة..
ليتني أنسى مصيري الأسود.. ذاك الماضي الذي أغفل الجميع وجوده مازال يعبث في مخيلتي.. سأضم الكف بالكف.. وأجمع شتاتي.. وأرفع كفى لله وحده هو من يغيث قلبي.. ويطفيء لهيب نبضي.. ويسدل الستر المضيء على داري المكفهرة التي تلاشت منها الإبتسامة..بكيت من أجلها..
هكذا تذوقت مرارة الوحدة.. بفقد الأحبة كان الله في عونها..