أضغاث احلام : قالت له :
بقلم / محمد باجعفر )
أضغاث احلام :
قالت له :
أخاف أن أحبك .. فأفقدك ثم أتألم وأعيش واقعا مغاير للأنام ..
وأخاف أيضا أن ألا أحبك .. فتضيع فرصة الحب .. فأندم
علما بأن مراحل الخوف ماتت من زمان ؟
قال : هذه فلسفة أم هذيان أم دعابة ؟أم ظنون وشكوك بغير حسبان ..
…قالت : قل عنها ما شئت … سمها كيفما شئت .. لكن لابد أن تعرف أن ثمة شئ تضطرب منه روحي…ويساور قلبي الظنون ..
هل أعيش معك حالة التوازن في الا توازن منذ عرفتك..بين فقد ووجدان ..
وهل حياتي تسير ب انتظام..؟ أو مخالفة للسير وتسبح عكس التيار ..
بينما قلبي يسوده الجنون من شدة الخفقان ..!!ومركبي عائم فوق الشطآن ..
ومجاديفي تكسرت ..وشراعي لم يعد صالحا لمقاومة الهواء والرياح ..
به ثقوب كثيرة وعطب سببه أنت ..
قال لها :
حاولي أن تزيلي بعضا من ستائر الغموض وتخلعي النظارة السوداء التي تخفي العيون لكي ترى نور الحقيقة ..وتمسحي تلك الترسبات على النوافذ والزجاج ..لكي يبدوا المنظر جميلا وواضح للعيان ..
قالت : منذ عرفتك أحس أنني معجبة بك الى آخر حدود الإعجاب
ففيك أشياء أحتاجها في هذا الزمن..
وجدت فيك ما كان ينقصني ويكمل بهاء روحي وصفاء عالمي
لكنني أخشى من النهايات دوما..أن تصرعني كدوامات المحيطات والبحار فتلقي بي في أعماقها وبعد فراق روحي تلقي بجثتي على الشطآن ..
فأنا إمرأة تعودت دائما أن تفقد أي شئ تحبه وتتعلق به كطفلة أحبت دميتها فسقطت منها في بئر سحيق لا تستطيع النظر أليها ولا إستخراجها ….!
قال : نحن عادة نستطيع أن نكبح جماح العاطفة في البدء .. لكننا نعجز عنه في النهاية ونعتبره شيء كان ونبحث في عالم أخر لعله يكون أفضل مما كأن ..
قالت له :
وهذا ما يخيفني منك كثيرا ..فعلمني كيف أحبك بلا ألم ولا آهات وجع وأن لا أحبك بلا ندم
قال لها :
الخوف من الحب هو دائما اعتراف بسيطرته علينا
فنحن حينما نخاف من أن نحب شخصا ، نكون في الواقع قد أحببناه بالفعل وانتهى الأمر
[لكن انظري إلى الأمر بشئ من البساطة والواقعية
فالحياة لا تعطينا كل شئ نتمناه دائما …….. يكفي أن نستمتع بالقليل منه وأن نسعد به
قالت : حتى فلسفتك ؛ ونبرة صوتك الهادئة
تعجبني كثيرا ؛ تشعرني بالراحة وبالمتعة …….. أخبرني من أين تأتي بكل هذه المتعة والدهشة ؟
قال : لا أدري …. صوتي هو صدى لإحساسك الطيب .. لا أكثر من ذلك
أم مجرد هذيان وأضغاث أحلام ..(بقلم / محمد باجعفر )
مساء الفل..