نبذة عن حياة صحابة رسول الله الحلقة العشرون

عبدالله ابن عباس ابن عبد المطلب حبر الأمة وترجمان القران الجزء الثالث

د. لبني يونس :

كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه مقرب من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومستشارا له رغم صغر سنة ، وكان يُلقبه بـ فتى الكهول .. ولما رأى العباس قرب ابنه من الخليفة عمر أوصاه وصية قال فيها: “إن عمر يدنيك ويجلسك مع أكابر الصحابة فاحفظ عني ثلاثًا: لا تفشين له سرًا، ولا تغتابن عنده أحدًا، ولا يجربن عليك كذبًا”.

الغزوات والحروب التي شارك فيها ابن عباس هي :

/ فتح إفريقية سنة 27 هـ مع ابن أبي السرح
/ وغزا طبرستان مع سعيد بن العاص في سنة 30 هـ،
/ تولى إمامة الحج سنة 35 هـ بأمر عثمان ابن عفان ،
/ شهد مع علي بن أبي طالب موقعة الجمل ووقعة صفين،
/ وكان أميرًا على الميسرة،
/ثم شهد مع علي قتال الخوارج في النهروان ، وأرسله علي إلى ستة آلاف من الحرورية فحاورهم ابن عباس، فرجع منهم ألفان.
/ وولاه علي على البصرة، من سنة 36 هـ حتى سنة 39 هـ، ثم خلفه عليها أبو الأسود الدؤلي.

/ وشارك في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فتح إفريقية سنة 27 هـ مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح.

/ وفي سنة 30 هـ غزا ابن عباس طبرستان تحت قيادة سعيد بن العاص،
/ كما تولى إمامة الحج سنة 35 هـ بأمر عثمان بن عفان له وهو محصور، وقد حجّ بالناس وفيهم عائشة بنت أبي بكر وأم سلمة، وكانت عائشة تقول: “هو أعلم الناس بالمناسك.”، وخطب بالناس في عرفات وفسّر فيها سورة البقرة، وقيل سورة النور، قيل: “فسّر ذلك تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا.”، وفي هذه الحجة قُتِلَ عثمان.

/ كما شهد في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه موقعة الجمل وصفين وكان أميرًا على الميسرة وكان ممن أشار على علي أن يستنيب معاوية على الشام، وأن لا يعزله عنها في بادئ الأمر. وقد كان ابن عباس ينتقد على علي في بعض أحكامه فيرجع إليه علي في ذلك ،
روى البخاري في صحيحه: “أن عليًا حرق ناسًا ارتدوا عن الإسلام. فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ” وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ”.

/ كما أرسله سيدنا علي إلى ستة آلاف من الحرورية فحاورهم ابن عباس، فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم، فقاتلهم المهاجرون والأنصار.
/ كما ولَّاه على البصرة، وكان إذا خرج منها يستخلف أبا الأسود الدؤلي على الصلاة، وزياد بن أبي سفيان على الخراج، وهو أول من عرّف بالناس في البصرة، فكان يصعد المنبر ليلة عرفة ويجتمع أهل البصرة حوله فيفسر شيئًا من القرآن، ويذكر الناس من بعد العصر إلى الغروب، ثم ينزل فيصلي بهم المغرب.

منهجه في الفقه ودوره في الفتوي 

كان سيدنا ابن عباس يقوم بالفتوى في عهد عمر وعثمان ، وكان عمر وعثمان يدعوان ابن عباس إلى مجلسهما مع أهل بدر فيستشيرانه، فكان من فقهاء الصحابة، وأجد العبادلة الأربعة الذين كان عليهم مدار العلم والفتيا والرواية لتأخر وفاتهم، وقد ذكر ابن القيم في إعلام الموقعين أن الذين حفظت عنهم الفتوى من الصحابة أكثر من 130 صحابي ما بين رجل وامرأة، وجعل منهم المكثرين والمقلين : أما المكثرون فسبعة وهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.

وكان ابن عباس مرجعً للصحابة إذا اختلفوا في الفقه، يقول طاووس بن كيسان : “إني رأيت سبعين من الصحابة إذا تماروا في شيء صاروا إلى قوله”. وقال مجاهد بن جبر: “ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس”، وعن عكرمة مولى ابن عباس: “سَمِعْت مُعَاوِيَةَ يَقُولُ لِي: مَوْلَاكَ وَاللَّهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ”.

فكان إذا سُئل فإن كان من القرآن أخبر به، وإن لم يجد جوابًا من القرآن أخبر من سنة النبي، وإن لم يجد جوابًا من السنة، أخبر من قول أبي بكر، ثم قول عمر، فإن لم يجد، قال برأيه. وكان يأخذ بالرخص إذا وُجدت لمحبة النبي الأخذ بها. ولابن عباس العديد من الآراء الفقهية في العديد من أبواب الفقه من العبادات والمعاملات
والمواريث وغيرها من الأبواب، ومن أشهر مسائله التي أفتى بها؛ مخالفته لعمر بن الخطاب في إيقاع الطلاق الثلاث بلفظٍ واحد، وفتواه بأن ملامسة المرأة دون الجماع لا توجب الوضوء، وفتواه بعدم جواز أكل المُحرم لصيد البر سواء اصطاده بنفسه أو اصطاده غيره. وهناك بعض الفتاوى التي أفتاها ثم تراجع عنها بعدما أخبره أحد الصحابة أو إحدى زوجات النبي – خاصة عائشة – بغيرها.
                    –  يتبع –

Related Articles

Back to top button