كتبت – حسناء رفعت

العالم الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عبر عن تقدير العلماء لما تقوم به مصر تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أنها تقوم بواجبها الديني تجه القضية وما تتعرض له من إجرام من قبل الصهاينة، لافتا إلى أن مصر الكبيرة تنظر إلى الأمام وتصنع المستقبل وتخطو خطوات كبيرة مهما حاولوا تعطيلها فستظل مصر هي الكبيرة والرائدة وأن الأزهر يعمل على تعزيز موقف بلده وينسق من أجل ذلك، حيث تختصر “الآن” تصريحات العالم الكبير التي تحدد خريطة تحرك المجمع تأهبا لشهر رمضان المبارك.

مجمع البحوث واحد من قطاعات الأزهر الشريف وهو ذراعه التنفيذية في الدعوة والتوعية والبحوث بحكم القانون والواقع والتاريخ وتقوم على أكتافه جملة من الأعمال المهمة خدمة للدين وللوطن ووفاء برسالة الأزهر الشريف ومرجعيته الوسطية وتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وما يتطلبه الواقع المصري في قضايانا الوطنية وظروفنا وما تحتاجه الدولة فيما تقوم به من دور كبير، يناسب حجم مصر في الداخل والخارج وحاجة الناس، فنحن نخدم دين ودولة وشعب مصري ولنا رسالة عالمية تناسب الأزهر بمكانته ومصر العظيمة بما تتحمله من مسؤوليات ضخمة ودور تاريخي.

إذا كنا نعمل على مدى 24 ساعة طوال العام فإن شهر رمضان الكريم هو شهر ينعم الله فيه على عباده بمزيد من الإحسان ومجمع البحوث الإسلامية يضاعف عمله في هذا الشهر الكريم ولا نفوت فيه لحظة بل نستعد له بخطط عمل وحشد طاقات العمل والسعي الكثير والجهد العالي.

نعم نخاطب الناس بما يتناسب مع طبيعة عمل هذا الشهر الكريم وما يحتاجه الناس من إيمانيات ونضاعف الجهود، ولدينا برنامج عمل قمنا بعمله بالتعاون بين أمانات مجمع البحوث المختلفة سواء الأمانة العامة للإعلام الديني أو الأمانة العامة للثقافة الدينية أو أمانة شئون الوافدين وبالتعاون مع جهات ومؤسسات وهيئات أخرى مثل وزارة الأوقاف للعمل في رمضان وتقديم أعلى جهد وعمل يحتاجه الشارع.

21 ألف ملتقى وفعاليات رمضانية مع الجمهور وبرامج أون لاين للعالم

نعم لدينا 5800 لقاء بالإضافة للملتقى الفكري الرمضاني، و1000 لقاء لوعاظ مجمع البحوث الإسلامية في ملتقيات بمراكز الشباب خلال الشهر المبارك، حيث نعمل ليل نهار، ولدينا 15 ألفا و500 درس في المساجد خلال شهر رمضان ولدينيا 15 برنامجا إعلاميا إليكترونيا توعويا لرموز الدعوة والوعظ (وعاظ وواعظات) يوميا في شهر رمضان للاتصال مع الجماهير في المنازل والسيدات في منازلهم ويمكن تشغيلها خلال التنقل وفي أي مكان عن بعد، حيث نصل للجميع وهذه مهمة دينية ووطنية تعد تاجا على رؤسنا ونسأل الله أن تصل هذه الرسالة إلى الناس جميعا، وأن يقبلها ويجزي الجميع عليها خيرا لصالح الإنسانية.

لو تحدث جمهور القراء عن الأنشطة الكاملة التي تقدم رسالة الأزهر الدعوية عن طريق مجمع البحوث الإسلامية، وكذلك دعم الطلاب الوافدين؟

لدينا الكثير من الإصدارات والأنشطة، فالأزهر الشريف يقدم الكثير ولدينا مجلة الأزهر التي هي أكبر وأهم وأقوى إصدار في هذا التخصص ولدينا أنشطة فرسان التلاوة والإنشاد الديني بمدينة البعوث والوافدين.

لدينا رسالة وسطية ورؤية إسلامية معتدلة تنسجم مع روح الإسلام وطبيعته وتحقق رسالة الأزهر الشريف باعتباره مؤسسة إسلامية عالمية.

الأزهر يعيش بين الناس ويعالج قضاياهم

نعم هناك توجيه من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بضرورة اغتنام مثل هذه المواسم ومثل هذه الأوقات التي يكون فيها السلوك إيجابي وواقعي وبالتالي نغتنم هذه الأوقات وهذا الشهر الفضيل في مناقشة بعض الأمور المهمة والخطيرة والتي يكون لها الأثر على الفرد والمجتمع.

نهتم بقضايا التطرف والتشدد والتسيب والانحراف السلوكي والإلحاد والمثلية والإدمان وهذه جزء من كل وهذا في الحديث العام بعيدا عن المناقشات الخاصة بحالات بعينها، فنحن نخدم الجميع وهذا هو عملنا، وندخل كل القضايا الشائكة لحل المشاكل وبحسن توجيه وحل للأزمات ومعاونة الناس.

لدينا 60 ألف وافد من 140 دولة حول العالم، وقضية الوافدين هي قضية الأزهر كله بداية من فضيلة الإمام الأكبر وصولا إلى الجميع ونحن بالأساس، حيث يولي الأزهر الشريف أبناءه من الوافدين عناية خاصة ويهتم بهم فضيلة الإمام الأكبر ومعالي وكيل الأزهر اهتماما خاصا.

الوافدين اختاروا الأزهر قبلة ووجهة لهم له من أصالة وتاريخ ووسطية والوافدين يعتبرون أنفسهم أبناء مصر وأبناء الأزهر وسفراء مصر وسفراء الأزهر في دول العالم ومعظم هؤلاء الوافدين جاءوا من مناطق اكتووا بنيران الأفكار المغلوطة والآراء الشاذة والأفكار المنحرفة وهذا ما تسبب في اتهام الإسلام بما ليس فيه، والأزهر الشريف والأزهر يعمل على إعداد أبنائه الوافدين إعدادا جيدا من أجل الهدف الذي خرجوا من ديارهم ومن بلدانهم من أجله، ومن خلال الإدارة العامة للطلاب الوافدين وبالتعاون مع مركز تعليم الطلاب الوافدين نعد لهم العديد من البرامج التي تبلور الفكر الوسطي في عقولهم وتعينهم على رسالتهم السامية.

تشمل الورش التدريبية والحلقات العليمة، و دروس تقوية، ودروس لتحفيظ القرآن الكريم ونعين الطلاب ونسلحهم بالكتب الوسطية وبالمجان، ولهم مكتبة ثابتة في مدن البعوث الإسلامية وأمددناهم بنخبة من لجنة مراجعة المصحف الشريف ونخبة من علماء الإقراء والتلاوة بالقراءات المختلفة وزودناهم لإقرائهم وتحفيظهم ومكتبة تحكي إرث الأزهر العلمي ومعروفة بالمعلمة الأزهرية حسب توجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.

الصوت المصري بشكل عام والأزهري بشكل خاص ردا على الإجرام والاعتداء الغاشم من قبل الكيان الصهيوني على الفلسطينيين، الذي لا يرعى لله حرمة ولا للدين كرامة ولا للإنسانية أي كرامة والأزهر بكل قطاعاته أدى ما عليه من داخل الدور المصري الكبير والدائم والعظيم الذي تطلع به مصرنا الغالية وقيادتها الوطنية الواعية والرائدة والقائدة والكبيرة والمؤثرة، وبالأساس الأزهر مؤسسة مصرية وطنية فوق أنها مؤسسة علمية وبحثية ودعوية وأهدافها منسجمة مع رؤية الدولة المصرية، والتحركات التي يقوم بها الأزهر الشريف والأزهر مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية، وعندما تنطلق وتسعى إلى هدف فهو توجه مصري، وما قام به الأزهر تجاه القضية الفلسطينية من تحركات وبيانات يتفق ويسير مع توجهات الدولة المصرية وعمل الأزهر تعاوني وتكميلي لجهود الدولة المصرية، وموقف فضيلة الإمام الأكبر والأزهر الشريف هو الصوت الوحيد الذي عبر عن القضية الفلسطينية في وقت تخلى فيه الجميع إلا الله عن أهل غزة وعن أهلنا في فلسطين، وقد عملت مصر ومن داخلها الأزهر على كل ما يحقق الواجب الديني وأكد على الدور المصري الراسخ والمستمر والدائم.

 

قوافل الأزهر جزء من مساهمة الدولة ونساند ضمن الخطة العامة للمؤسسات المصرية في دعم فلسطين

 

بيت الزكاة أرسل قوافل متعددة في بعضها كان عدد شاحنات قافلة 50 شاحنة وجامعة الأزهر أرسلت 4 قوافل بقرابة 1500 طن مساعدات ومجمع البحوث الإسلامية أطلقنا حملة دعوية في الداخل والخارج بعنوان :”البقاء والصمود”، وحملة أخرى بعنوان “وعد الله”، ومجلة الأزهر تحدثت عن الواجب عن المسجد الأقصى في عدد خاص وألحقنا بها كتابين هدية للحديث عن عداوة الصهيونية للعالم وعن بشائر النصر وكتاب للأستاذ العقاد الموجز في تاريخ القدس والصهيونية، وملامح من تاريخ القدس لهيئة كبار الأزهر وعلماء ولجان مجمع البحوث الإسلامية وبيانات مركز الفتوى الإلكترونية ومرصد الأزهر ونشرات الأزهر العالمية للتعريف بالقضية الفلسطينية، والواجب نحو القدس وتحركات وعاظ وواعظات الأزهر ما يؤكد أن الأزهر بكل قطاعاته يولي القدس أهميته الأولى.

قضية ظلم مصر ليس بجديد وطالما أنت كبير، فلابد أن تتحمل كل ما يوجه إليك وشاءت إرادة الله أن شرفنا بالانتساب إلى مصر وهي قلب العالم العربي ودرة العالم الإسلامي ومقدمة القاطرة التي تقود هذا العالم في البناء والعمران والتشييد وبالتالي من يحاول أن يجد لنفسه دورا أو مكانا بإفساد الأمور والبلبلة، إلا أن مصر درجت على حدوث مثل هذه المحاولات ولا تلتفت إلى مثل هذه الأفعال، بل تلتفت دائما إلى العمل والبناء والعمران والتطور.