مواقف تاريخية

✍ علي العطشان :

في يوم العفو والتنازل الشهير -كنت أحد الحضور- لم يكن هناك مايوحي في البحث عن الأضواء والضوضاء بل كانت سكينة الحديث وقلة الحضور رغم حجم الضيف والضيافة . . فهد نزال القطران وأعمامه وإخوانه وعائلتهم قدموا درسًا في صفاء وصدق النية فكانت ردة الفعل لمجتمع خيّر صفق بحرارة ودعا لهم ولفقيدهم بصدق في موقف مؤثر لشاب في ريعان الثلاثين لم ينتظر جمع الديات المليونية والجاهات وكِبَر الأسماء والمناصب فقال كلمة فصل كان بيده معها أن يطالب بحق شرعي كفله الدين والدولة لكنه ارتجى له ولوالده ماوعد به الله ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) فأي وعد أكبر وأجمل وأثمن من وعد الله هنيئًا لكم بهذا الوعد الرباني ورحم والدك وتهانينا لأسرة العذل بهذا العتق الذي كان يأمله ومتوقعًا إياه الصديق المرحوم -بإذن الله- أحمد جعفر العذل الذي قال لي ذات يوم “هم أجواد والأجواد لأياتِ منهم إلا كل خير ” طب في مرقدك ياصديقي فقد كنت صادقًا وأوفوا بكل آمالك التي كنت تأملها طمعًا بآخرتهم رحم الله الميت وعفا عن الحي وأجزل الله المثوبة للعافين عن الناس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى