*وما أريد إلا الخير*

✍️ صالح الريمي :- 

هل أخبركم سرًا؟ بالأمس أرسل لي شخص متابع لي، وأنه متضايق مما انشره واكتبه ليل نهار عن التفاؤل والبشر والأمل، ونشرها بين الناس في ظل الأوضاع الراهنة التي لا تدعو إلى البِشر والتفاؤل كما أدعي..
فكما يقول في رسالته بالنص: “أنت شكلك تعيش في رفاهية من الحياة، ولا أظن أن عندك هموم وازمات ومشكلات مثلنا، لذا فأنت تغني خارج السرب، وأنت وأين؟ والعالم ماشي إلى أين؟، كأنك لا تعيش في عالمنا المتأزم والمنحط أخلاقيًا، وخير شاهد تابع الأخبار ستجد أنني محق فيما قلت لك”. انتهت رسالته.

وكم مرة من المرات يتصل بي أصدقاء يشكون ضيقًا وهمًّا، يفقدون الشعور بالرضا والسعادة، ويطلبون الوصول إلى هذا الهدف، إلى السعادة إلى الراحة بأي ثمن كان! وقد نسي صاحبنا أن النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام كان يعجبه الفأل في جميع أمورة، وأن الله تعالى قال: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }، والله عزوجل ربط في هذا الأية الكريمة أنه مع كل عسر يأتي بيسرين..
ثم أنه ليس من عادتي كتابة ونشر أي موضوع يعد من سفاسف الأمور والترهات والتفاهات والأكاذيب والإشاعات، واصدقكم القول ففي النهاية لا أدعي الكمال، فأنا بشر أخطئ وأصيب، ويعتريني ما يعتري البشر، من النقص والخطأ والنسيان والمرض والحاجة.

*ترويقة:*

قد انتشر بين الناس اليوم ثقافة الإحباط واليأس والتهريج والتهميش والاحتقار، والتي بدورها رسمت في بعض العقول اليأس من الدنيا أو التشاؤم من الحياة أو الإنتحار بأسهل الطرق، ورغم الآلام والجراح يجب النظر بنظرة المتفائل بأن الحياة تستمر وأن هناك أمل مادام هناك حياة، والحياة هدية من الله للإنسان، فلنتقبل هدية الرحمن بفرح وسرور، ونرضى بما قسم الله لنا، وفيه كل الخير.

*ومضة:*

يقول ابن القيم:-
أن السعادة الدائمة المستمرة هي السعادة القلبية الدائمة معه «بالإيمان بالله»، فهي سعادة تتقلب مع الإنسان بالدنيا والقبر ويوم القيامة وهذا من معاني النعيم في قوله تعالى: «إن الأبرار لفي نعيم» أي نعيم قلبي ودنيوي وبرزخي وأخروي.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى