*ذكريات طفولة*

✒️ صَالِح الرِّيمِي :- 

هذه الصورة المنشورة على الحائط وكان عمري آن ذاك 8 سنوات تقريبًا، هذه استخرجتها من دهاليز الزمن الجميل، وهي الذكرى الوحيدة التي تذكرني بطفولتي، آه يا زمن براءة الطفولة!! آه يا زمن الماضي الجميل!! آه يا ليتك تعود إلي مسرعًا!! فأنا في شوق إلى أيامك الجميلة ولياليكِ الرائعة..
عندما رأيت صورتي القديمة هيجت مشاعري بتذكري بذكريات الطفولة الجميلة، وبمشاعر شتى تختلج بالفؤاد وتضرب به يمنةً ويسرةً ببارقة أمل تترنح بتذكر حياة تكدرها الوحشة والقسوة من بين هذا وذاك .

فمن منّا لا يتذكر سنوات طفولته؟ عندما يعلق في ذهنه بعضٌ من رواسبها التي تدوم معنا زمنًا طويلًا، ومن منّا لا يحن إلى أيام الزمن الجميل، الخالِ من العولمة ونفاق الآلة وحضارة المصانعة؟ من منّا لا يهرب بذاكرته أحيانًا ليعيش لذة تبك الحظات والتي قد عفا عليها الزمن إلا من بقايا ذاكرة قد أعياها التذكر؟؟
من منّا لا يتذكر أيام الطفولة، فعندما تأتي في مخيلتك ذكريات الزمن الجميل تجدك لا شعوريًا تأخذ نفسًا عميقًا يبث فيك الحياة من جديد ويجدد فيك النشاط للوصول إلى ذلك الزمن وتلك الأحلام الطفولية الكبيرة، فيصلك الأمل الخارق والإيمان المطلق بأن كل ما هو صغير مع الجهد والعمل سيأتي اليوم الذي سيصبح فيه كبيرًا.

تأتي لحظات الذكريات والحنين فجأة دون سابق إنذار، فتتذكر مواقفك الطفولة بابتسامة صادقة وعيناك تغرغران بدمعٍ خفيف وكأنك تستمتع بمشاهدة فيلم قصير، يروي جزء من حياتك، فتلك الذكريات العابرة ما هي إلا جزء من الماضي الذي لا يمكن أن يعود يومًا..
ودائمًا تكون أجمل الذكريات هي ذكريات الطفولة التي كانت تجمع بين سخرية الحياة من عقولنا الصغيرة وبين أحلامنا العريضة، دائمًا تعود بك إلى حيث البراءة والجمال وصفاءِ النفوس، فقد كان أكبر همنا أن تجد قطعة حلوى بسيطة، ويبقى الحنين إلى الماضي والطفولة والبراءة واللعب والمشاجرات العفوية والمشكلات البسيطة التي تستجلب المحبة والمودة، لأن قلوبنا كانت بيضاء آن ذاك.

*ترويقة:*
ذكريات الطفولة، أيام جميلة، تلك الأيام تمر وتمر السنوات تنقضي واحده تلو الأخرى وتتعدد الأحداث في حياتنا ونكبر عامًا بعد عام، ومهما كانت صعبة أو مؤلمة بالنسبة لبعض الأشخاص إلا أن لها نكهة خاصة وشعورًا جميلًا عند استرجاعها لشريط الذاكرة، لها إلهام رائع في الإبداع ومقدرة غريبة على بعث الأمل في نفس الإنسان.

*ومضة:*
قد قال جدي رحمة الله، وقالها لي من بعد والدي رحمه الله، الله يرحم أيام زمان – ما أجمل أيام زمان – ما أحلى أيام زمان..
أقول في نهاية مقالتي عن طفولتي البسيطة: الله يرحم أيام زمان، فكل جيل يقول للجيل القادم ما أحلى أيام زمان!

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى