قصة إلهام

✒️ صَالِح الرِّيمِي :_

الحياة وكل ما فيها هم ونكد، كد وتعب، مشقة وصعاب، مشكلات واختبارات، آلام وأحزان، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر وهكذا هي الدنيا، ليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة لله عزوجل..
قال الله تعالى: (وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين)، رجل خُلّد عمله، ولم يُذكر اسمُه، ليس المهم من أنت، المهم ماذا قدمت؟
لذا يعيش العظماء حياتهم وتجاربهم كلها ليصيغوا لنا كلمات وحكماً يخلدها التاريخ لهم، ويتناقلها الناس بينهم، ليتذكروها دائماً لإعادة شحن بطاريات الأمل والتفاؤل في نفوسنا.

التلذذ بالأخذ يشترك فيه معظم البشر، لكن التلذذ بالعطاء لا يعرفه سوى العظماء وأصحاب الأخلاق السامية والعالية، لأن بهجة العطاء تفوق لذّة الأخذ، فالأولى روحانية خالصة تتملك وجدانك وأحاسيسك والثانية مادية بحتة محدودة الشعور،
هالة المرواني الأكثر إلهامًا في المدينة المنورة قصة غيث هالة، هي إلهام لليايئسين من الحياة، قصة واقعية وجميلة ومؤلمة وملهمة في الإنتصار على مرض السرطان، قصتها اعتبرتها نموذجًا للشخصية الفولاذية العجيبة، وقلت مرة في نفسي لو أن المشاعر الإيجابية قابلة للتدوير لكانت هالة انموذًا لمصنع إعادة تدوير الأمل لمن فقد روح الحياة.

في البداية تعرفت على هالة المرواني من خلال علاقتي بالسوشال ميديا، وكان شعارها بالأمل نهزم الألم، كنت معجب جدًا بشخصيتها وقوتها وصبرها وتفائلها في التعافي من مرض السرطان والذي يمكن التعافي منه وليس نهاية الحياة، قصة معها تبتسم وتدمع عينك بين كل كلمة وكلمة، قوة صبر هالة وسقف عزيمتها وكفاحها بلغ السماء علوًّا كبيرًا..
نجحت هالة وانتصرت مرتين على مرض السرطان، ولله الحمد شغفها بمساعدة غيرها وحبها لنشر المعرفة العامة عن مختلف أنواع مرض السرطان وجعلت من نفسها انموذجًا حيًا للأمل، فالله يُزهر ما أذبلتهُ الحياة، فلا تيأس على ما فاتك، فتسلح بالإيجابية والتفاؤل وأيًا كان ظرفك المكاني والزماني، فالأمل هو ميزان المؤمن القوي وأحد مؤشرات السعادة والراحة النفسية.

*ترويقة:*
هالة المرواني؛ أعجبني تفاؤلك، صبرك، محاربتك لمرض السرطان قصة تستحق الإحترام، رحمك الله برحمته الواسعة وعوضك صبرك ووجعك وشبابك بجنات النعيم وصبر والديك على فقدك..
وستظلي واحدة من النماذج التي يحتذى بها في الصبر على الابتلاء، والسير قدمًا في سبيل النجاح والتفوق على الذات وتحدي الصعوبات، متسلحة بقوة الإيمان والثقة بالله.

*ومضة:*
هناك أناس تُحدثهم عن الألم فيحدثونك عن الأمل. هؤلاء هم من نحتاجهم في حياتنل والقرب منا دائمًا، كونوا متفائلين تسعدوا.

*كُن مُتَفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى