ندوة علمية وطنية حول واقع المقاولاتية الإعلامية في الوسط الجامعي “المجالات والموضوعات ” بجامعة وهران 1

محمد. غاني. الان
نظم مؤخرا مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة أحمد بن بلة وهران 1 برئاسة الدكتورة البرفيسور سعاد بسناسي وبالتنسيق مع مخبر هندسة التنمية المستدامة مسؤولية الجامعة والاندماج الاجتماعي بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ومشروع البحث التكويني الوطني (PRFU) المقاولاتية الإعلامية في الجزائر

الندوة العلمية الوطنية حول المقاولاتية الإعلامية في الجزائر الرهانات والتحديات وكانت المداخلات في صميم إشكالية الندوة وغطت جميع المحاور حيث قدمت البروفيسور سعاد بسناسي مداخلة حول واقع المقاولاتية في الوسط الجامعي “المجالات والموضوعات” وذكرت بداية أن الاشتغال على مفهوم الثقافة المقاولاتية هو مسلك علمي، يفرض منطقيا تفاعلية البحث الجامعي مع تطورات المجتمع المعقدة تكوينا وممارسة، والحديث عن الثقافة المقاولاتية من الناحية السيوسيو أنثروبولوجية ليس المراد به الحديث عن ثقافة المجتمع في المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية فقط وإن كان هذا ضرورياً ومهما؛ بل القصد الأول هو ثقافة المقاولة كنتاج للكيان الاجتماعي المتفاعل داخل المقاولة بصفتها تنظيماً مؤسسيا متميزا، يفرض استقلاليته النسبية عن المحيط الذي يوجد به، هذا إضافة إلى وجوب اعتماد استراتيجية مناسبة تدعم الفكر المقاولاتي،
وتهدف إلى غرس روح المقاولاتية لدى الشباب خاصة منهم الطلبة الجامعيين ومنه بات ضرورياً تصميم حملات إعلانية مكثفة لدعم الثقافة المقاولاتية وتوعية الطلبة بأهميتها في إنشاء مشاريعهم الخاصة، ونلاحظ أن الاهتمام متزايد من أجل إيجاد طرائق ووسائل تسهم في تذليل المصاعب التي تواجه مقاولي المشاريع، ولا ننكر جهود الحكومات في هذا المجال من أجل إنشاء شبكات لدعم ومرافقة ومساعدة المقاولين ومتابعتهم من أجل تجسيد مشاريعهم، مع ذلك يصيب بعضها تأخرا في التنفيذ أو فشلا عبر مراحلها، ومنه يمكن أن تكون الثقافة المقاولاتية هدفاً في التدريس الأكاديمي والتطبيقي، كما أن تدريسها يعد أحد الأشكال البديهية التي تهيىء الأفراد لخلق مؤسسات.

و المؤسسات الجامعية يجب أن تلعب الدور الكافي للتعليم في هذا المجال وتشجيع الطلبة بالشكل الذي يجعل مهنة المقاولاتية سهلة البلوغ، يسيرة المنال والأهداف. لذا فإن تعزيز وإدماج الحملات الإعلامية في الجامعة له نتائجه و مكتسبات مستقبلية، وله آثاره الواضحة على التنمية النوعية المستدامة؛ لأنه يخلق قاعدة عريضة من المقاولين والمبدعين في جميع المجالات، وإعداد هذا الجيل لثقافة المقاولاتية قوامها الإبداع والابتكار والإنجاز. كما تلعب المقاولاتية دوراً فعالاً داخل الجامعات لدعم الطلبة من خلال الحملات الإعلامية التي تقدمها، لتنمية الثقافة المقاولاتية لديهم، خاصة الفئة المقبلة على التخرج من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لإنشاء مؤسساتهم الخاصة، وضمان استمراريتها والعمل على تطويرها، مما يعني أن الحملات الإعلامية التي تقوم بها دور المقاولاتية داخل الجامعات يمكن أن تكون قادرة على خلق روح المقاولاتية لدى الطالب إن أدت ماعليها بشكل متواصل وجدي.

إن المقاولاتية ليست فقط عبارة عن تنظيم وبنية قانونية واقتصادية واجتماعية أو مجموعة من الموارد البشرية والمالية والتقنية، بل هي أكثر من ذلك هي مسار مجموعة من المراحل التي تتطلب استعمال منطق مقاولاتي من الفكرة إلى التأسيس إلى التنفيذ، ولابد من توافر عناصر لتنمية الثقافة المقاولاتية منها التحسين والعمل على التأكيد على أهمية المقاولة، وتشجيع السلوكيات والممارسات المقاولاتية وربطها بنقطة أساسية وهي: انفتاح الجامعة على بيئة خلق وإنشاء المؤسسات، وذلك من أجل الانتقال من الفكرة والمشروع إلى الفعل والتنفيذ، وكذلك استقطاب الدعم.
والحملة الإعلامية من النشاطات الاتصالية المهمة وتستند إلى سلوك مؤسس أو جمعي يكون متوافقا مع المعايير والقيم السائدة؛ بهدف توجيه وتدعيم وتحفيز اتجاهات الجمهور نحو اهداف مقبولة اجتماعيا، على حد تعريف (دينيس ماكويل) والحملة الإعلامية تقوم على مراحل مهمة، نلخصها في: تحديد المشكل وجمع المعلومات، تحديد وصياغة اهداف الحملة، تحديد الجمهور المستهدف، إعداد الرسالة الإعلامية، تحديد الوسائل وقنوات الاتصال، تحديد المخطط الإداري والتنظيمي، تحديد الموارد المتاحة، وضع جدول زمني للحملة الإعلامية من حيث تنفيذها وأخيراً متابعتها وتقييمها والإحصاءات المسجلة في هذا المجال كثيرة وتفيد غالباً أن أغلب الطلبة يفضلون متابعة دراستهم من خلال ماستر أكاديمي واستكمال دراساتهم العليا إن سمحت الفرصة لنيل شهادة الدكتوراه، ويعتقدون أن الماستر المهني غير مجد لأن فرص العمل غير متوفرة غالباً.
ولجوء دار المقاولاتية في الجامعات إلى بعض الوسائل لتوعية الطلبة ونشر ثقافة المعلوماتية يبقى ناقصا غالبا، لأنها تعتمد بالدرجة الأولى على الملتقيات والندوات، ثم الدورات التكوينية، ووسائل الاتصال الجماهيري ثم الانترنت ومواقع وشبكات التواصل الاجتماعي وأخيرا المطويات والملصقات، لكن ذلك يبقى بنسب قليلة، وأغلب الطلبة يرون أن دار المقاولاتية لا توفر لهم المعلومات الكافية لمشاريعهم، لذلك يعزف الطلبة عن إنشاء مشاريع خاصة بهم بسبب نقص المعلومات حول طريقة فتح المشروع، والتخوف من فشل المشروع، وعدم توافر الموارد المالية أحيانا، وجهلهم بالامتيازات التي تقدمها الهيئات الداعمة للمشاريع . ومايمكن ختاما التأكيد عليه هو ضرورة مرافقة المشاريع باستمرار من جميع النواحي حتى تستقيم وتحقق الأهداف المرجوة، ووجوب إنعاش الثقافة المقاولاتية وإعداد حملات في هذا المجال ومنه فإن الجامعات مطالبة ببذل المزيد من الجهد لتنشئة ثقافة المقاولاتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى