“بورتريه “من اعلام الجزائر الشيخ أحمد ميسومي

أحد أعيان مدينة قصر البخاري حفيد العلامة الفقيه محمد بن رقية المعروف بالشيخ الميسوم

 بقلم الأستاذ : محمد ميسومي رئيس جمعية الشيخ محمد الموسوم لحفظ التراث
.
ولد الشيخ احمد يوم 12أفريل سنة 1901 بواد الأشراف (الشرفاء) مهد عائلة العلماء: بن رقية . وهو إبن عبد الرحمن أحد أولاد الشيخ محمد الموسوم ،وأمه لالا رقية يحياوي التي تنتمي الى عائلة سيدي لخضر بن مبارك الشريفة.
ترعرع سيد احمد في واد الشرفاء وحفظ القران الكريم في سن التاسعة من عمره ،ثم بعدها بدأ بحفظ المتون والتي هي:سيدي خليل و ألفية بن مالك ، تعلم قواعد اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعلم الكلام ،وقد تميز ببراعته في النحو والصرف،وعرف بذاكرته القوية في الحفظ.
إنتقل احمد الى حاضرة المدية وقد كان عمره أنذاك مابين 17 و18سنة لتحصيل المزيد من علوم الدين فقد كانت مدينة المدية أنذاك عاصمة العلم وقد تفقه في المذهب المالكي على يد الشيخ مفتي المدية سي مصطفى فخار تعلم عنه علم الحديث والتفسير و أخذ عن صديقه الشيخ فوضيل اسكندر إمام الحنفية بالمدية.
 إنتقل ايضا الشيخ احمد الى الجزائر العاصمة باحدى مدارسها بالقرب من مسجد كتشاوة وقد زاد في مساره العلمي من خلال دراسته اللغة الفرنسية و تاريخ الفلسفة الاسلامية وعلم المجتمع ،ومن ثمة بدأ الشيخ بالمشاركة في الحياة الأدبية في الجزائر من خلال عرض مقالاته ونصوصه الشعرية والأدبية وقد كان صديقا حميما للعلامة سي احمد الخطاب والشيخ بابا عمر والشيخ تيدافي وحفيد مفتي الجزائر العلامة بلحفاف.
 بدأ الشيخ مشتغلا في محكمة قصر البخاري ، ثم في سنة 1928 إشتغل وكيلا شرعيا في محكمة البرواقية ، حسب جريدة صدى الجزائر، فتح الشيخ احمد مدرسة حرة في الأربعنيات بقصر البخاري وتحديدا في الزاوية وأبرز التلاميذ الذين تكونو على يديه:
محمود لزهر، أحمد خليلي، يحياوي الحاج ميسوم، بن سيدي علي، أوجيت محمد ،سيدعلي بن رقية (إمام مسجد البليدة).
كتب العلامة في عدة جرائد كجريدة المعيار البلاغ، أهل السنة ،صوت المسجد….الخ،
 وقد كان مشاركا أيضا في جريدة الأزهر التي كانت تسمى: منبر الاسلام من خلال مقالات فكرية ،كان له لقاء مميز وبالصدفة مع العلامة عبد الحميد بن باديس في محطة قطار قصر البخاري حيث أشار أحد أتباع العلامة بن باديس الى الشيخ أحمد بأنه ذو الفقار و هو الاسم المستعار للشيخ في مقالاته ،فقد كان العلامة يقرأ شعره ومن ثمة وضع يده بيد أحمد وطلب منه أن يكتب قصيدة بمناسبة افتتاح أحد المساجد بالجزائر العاصمة.
 ضخ الشيخ أحمد جل ماله في الثورة التحريرية المضفرة و بقي وفيا لها بأموال معتبرة جدا حتى الاستقلال و كتب شعرا راقيا على الانتصار الفذ لمجاهدينا و شهدائنا الأبرار .
 بعد سنة 1965 إشتغل العلامة كنقيب لمنظمة المحامين و كان إداري بامتياز قل نضيره ، التقى العلامة مع الشيخ وإمام الدعاة الشعراوي من خلال إلقاء خطاب إفتتاحي لبعثة الازهر الذي ترأسها العلامة الشعراوي وقد أعجب بأدبه و طريقة إلقائه و تبحره في العلوم وتبادلا أطراف الحديث كثيرا.
 توفي العلامة في 10فيفري 1976 في جنازة مهيبة ،حضرفيها جل علماء وأئمة الجزائر من بينهم الشيخ فوضيل اسكندرمن المدية.
 ترك العلامة أكثر من 1253 بيت شعري وقد جمعهم الأستاذ الفاضل سعيد بن زرقة 440 بيت شعري جعله في كتاب عنوانه ديوان الميسومي فبارك الله في الأستاذ بن زرقة ، وقد عده كتاب سلسلة الاصول وكتاب المراة الجلية من أكبر شعراء زمانه.
هي قصة شيخنا الفقيه العالم و الأديب و الشاعر أحمد ميسومي رحمه الله ، و قلما نجد تلك الخصال تجتمع في رجل قل نضيره ، يفتخر به التيطري وولاية المدية و قصر البخاري.
.
ملاحظة : الصورة سنة 1921 عن عمر 20 سنة مأخوذة في مدينة المدية .” صفحة تاريخ حاضرة المدية والتيطري”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى