استقبال شهر رمضان المبارك

حبيب الرحمن عبدالحكيم الأزهري

 

 

إن شهر شعبان من شهر القربات والطاعات.كما  قالت عائشة رضي الله عنها : “لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله”رواه البخاري : حديث(١٩٧٠)
ويمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك.
فالاستعداد عن الأمور لرمضان في شهر شعبان. وهي:
١- ندعو الله كثيرا أن يبلغنا شهر رمضان،
عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» (رواه أحمد حديث: ٢٣٤٦)
٢- نشكر الله على بلوغ الشهر.
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم. (رواه النسائي والبيهقي – صحيح الترغيب: ( ٩٨٥ )
٣- نجهز تلاوة القرآن كي نتعود التلاوة ليلا ونهارا.
٤– العزم على ترك الذنوب والتوبة فرمضان يعتبر البداية الحقيقية للعام؛ إذ ترفع أعمال العام في شهر شعبان، ومن ثم يكون رمضان بداية سنة جديدة بعد رفع الأعمال، ومن ثم يحتاج الواحد منا إلى فتح صفحة جديدة بيضاء نقية مع الله، وهذا يقتضي منه التوبة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها، وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة، فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟! قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31]، ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحا} [التحريم: 8].
٥ – نخطط مسبقا للاستفادة من رمضان: فكثير من الناس يخططون تخطيطا دقيقا لأمور الدنيا، ولكن قليلين هم الذين يخططون لأمور الآخرة، ومن أمثلة التخطيط للآخرة: التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات، فنضع برنامجا عمليا لاغتنام أيام وليال رمضان في طاعة الله تعالى، ونقسِّم وقتنا بين الأسرة، والقراءة، والنوم، والصلوات، والزيارات وغير ذلك.
٦– القيام برنامج خاص للدعاء والذكر: ونحرص على أن نجعل لنا ذكرا وتسبيحا دُبر كل فعلٍ نقوم به، ودُبر كل صلاة، وقبل النوم وبعده، وفي الأوقات البينية، وبين الأعمال الحياتية، وفي أثناء الخروج والدخول من البيت أو العمل أو محل الدراسة، وفي أثناء السير، والأعجب من ذلك أن نذكر الله مع كل حركة نقوم بها أثناء عملنا.
٧ – العزم على اغتنامنا وعمارة أوقاتنا: يقول تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} [محمد: 21]،
٨– البدأ بقوة وهمة ونشاط: فالبدايات القوية توصلنا إلى أبعد مدى {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [مريم: 12]،
٩- الاستعانة بالله ولا نعجز: نستعن بالله ولا نعجز،
١٠- – التعرف على جهد الصحابة والسلف: فكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع الأعمال وأقبل على قراءة القرآن، وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة هكذا وغيرهم من العلماء.
١١– نستعد روحيا ونفسيا: وذلك من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل، وسماع المحاضرات والدروس النافعة، التي تبين فضائل الصوم وأحكامه؛
١٢ – نجهز نفسنا ونمتنع عن عاداتنا السيئة: مثل: السهر العابث، والنوم المفرط، والطعام الكثير، والإعلام الهابط، والتسوُّق الشَّرِه، وغير ذلك.
١٣ – نجهز جيدا للدعوة إلى الله: فالنفوس مهيأة، والقلوب مفتوحة، والشياطين مُصفَّدة، والدعوة إلى الله عز وجل من أفضل الأعمال وأجلِّها وأحسنها وأزكاها، وقد قال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]،
١٤– نفتح صفحة بيضاء مشرقة مع الله بالتعرف عليه والتقرب منه والعودة إليه، ومع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالتزام سنته، ومع الوالدين بطاعتهما وبرهما، ومع المجتمع بأن نكون عبدا صالحا ونافعا كما قال (صلى الله عليه وسلم): “خير الناس أنفعهم للناس”.
١٥– نجتهد أن نصوم رمضان مرتين: وذلك بتفطير صائم كل يوم إن سمحت ظروفنا ولو بالقليل؛ لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”. (رواه مسلم).
١٦ – نضع لنفسنا ورد محاسبة يوميا: فلا نتهاون في محاسبة نفسنا على أي تقصير.
١٧– نلزم الصحبة المؤمنة التي تعيننا على الالتزام ببرامج وأهداف رمضان، مع التعاهد عليها، والتذكير بها، والمراجعة لها؛ فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
١٨ – نستصحب نية التغيير: وذلك بأن نتعقد العزم على تغيير نفسنا، وحياتنا، وأهدافنا، وأن يكون شهر رمضان هو البداية الحقيقية لذلك.
١٩ – العبادة لله بتهذيب الأخلاق والسلوك: فالعبادات في الإسلام وسائل، وليست غايات والصوم من هذه العبادات؛ إذ لا يكفي فيه الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل يجب على الصائم أن ينزه صومه عن الكذب والغيبة والشتم، قال أحمد: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ولا يغتاب أحدا، ولا يعمل عملا يجرح به صومه، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”. (متفق عليه). ويقول “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. (رواه البخاري ومسلم)
٢٠ – نكن داعية إلى الخير: نجتهد في قضاء مصالح الناس والإحسان إليهم، يقول (صلى الله عليه وسلم): “لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجة -وأشار بإصبعه- أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين” (رواه الحاكم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى