الذكرى الـ65 لأحداث ساقية سيدي يوسف

''تاريخ يرمز إلى أنبل صور التلاحم الأخوي الجزائري التونسي ''

كمال فليج _ الآن 

 أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ظهر اليوم الأربعاء بساقية سيدي يوسف (تونس) أن تاريخ 8 فبراير 1958 “يرمز لأسمى وأنبل صورة التلاحم بين الجزائريين وإخوانهم التونسيين دفاعا عن قيم الحق والعدل و الكرامة الإنسانية والحرية والاستقلال”.

وأوضح السيد ربيقة خلال إشرافه بمعية وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، من الجانب الجزائري، و وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، و وزيرة الثقافة، حياة قطاط القرمازي، من الجانب التونسي على الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 65 لمجزرة ساقية سيدي يوسف التونسية، أن الحفاظ على تلك القيم التي يكتنزها هذا الموروث التاريخي و تخليد هذه الصفحات الناصعة من التاريخ المشترك للبلدين وتبليغ قيمه للأجيال المتعاقبة هو ”الأساس للاستلهام من ينابيعه الفياضة ما نقوى به على مواصلة المسيرة المشتركة بين الشعبيين الشقيقين”.

وذكر الوزير بأن ذات ال8 فبراير من عام 1958 ”كان عصيبا على الساقية و أهلها الكرام، ومن خلالها على الجزائر الثائرة وتونس الشقيقة بكل ما يعنيه هذا القول من ظروف ومقتضيات الانتقال من الواقع السابق إلى الواقع اللاحق”.

من جهته، أكد السيد مراد بأن تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين الجزائر وتونس ”يأتي تنفيذا لمخرجات زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى تونس يومي 15 و 16 ديسمبر من عام 2021 ومن هذا المنطلق فإن تنمية المناطق الحدودية للبلدين تندرج ضمن أولويات وزارتينا وذلك من خلال بذل الجهود والتنسيق المتواصل للارتقاء بهذه المناطق في مختلف مجالات الأمن والتنمية”.

وفي هذا السياق وبغرض وضع الإطار التنظيمي لهذا التعاون الحدودي ”سيكون من المناسب استكمال التشاور حول مشروع مذكرة التفاهم المتعلقة بإنشاء لجنة ثنائية لتنمية وترقية المناطق الحدودية والتوقيع عليها بمناسبة لقاء السادة الولاة”، يضيف السيد مراد.

من جهة أخرى فإنه و بالنظر للأهمية التي توليها السلطات العليا للبلدين لتأمين المناطق الحدودية، فمن الضروري تفعيل الاتفاقية الأمنية التي تم إمضاؤها خلال اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة الجزائرية التونسية من أجل التباحث حول التهديدات الأمنية المختلفة لاسيما الإرهاب وسبل مكافحته فضلا عن ضرورة التنسيق بين جهازي الحماية المدنية للبلدين لحماية الغطاء الغابي بهما.

من جانبه، أشاد وزير الداخلية التونسي بوقوف الجزائر الى جانب تونس اقتصاديا، منوها في هذا الاطار بما تميزت به سنة 2022 من مساعي حثيث ومثمرة من خلال الزيارات المتبادلة التي أثبتت الارادة السياسية الصادقة لتجسيد روح التعاون والتشاور بين البلدين. كما أضاف بأن تعزيز التعاون الامني والعسكري بلغ درجة محترمة ويتوخى تعزيزه استجابة لطموحات الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي.

وبدار الضيافة بساقية سيدي يوسف التونسية، أعطى السيد ربيقة إشارة انطلاق فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد بعنوان “الساقية” و هو عمل فني يروي مختلف مراحل مجزرة ساقية سيدي يوسف التي ارتكبها المستعمر الفرنسي ذات 8 فبراير 1958.

و في حديثه عن هذا الفيلم الذي يوثق حول أحداث ومجازر الساقية ببعدها التاريخي والإنساني، أوضح الوزير بأن انجازه جاء تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يولي أهمية خاصة لاستغلال التكنولوجيا الحديثة والمجال السينمائي والسمعي البصري في تخليد وتوثيق المآثر التاريخية لتبقى حاضرة في الأذهان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى