بعودتك من رحلتك عادت لي الحياة

✍ صلاح بن سعيد المعلم العبري

حبيبتي … اليكِ أكتب ، بعد أن عُدتِ من رحلتك التي لم تستغرق سوى الساعات ، لكنها كانت بالنسبة لي أيام طِوال ، بعودِتك غاليتي عادت لي الحياة أتنفسها بأنفاسك ، وهذا الفرح الممزوج بدموع السعادة ماهو إلا حُب واقعي لما للحُب الصادق في عالمنا من نمط حقيقي ، وهو أن تجعل رفيق دربك وحبيبك الذي تأتنس بوجوده في حياتك في مُقدمة ما يُشغل بالك وتفكيرك ، يصاحب ذلك أمنياتك له بأن يكون سعيداً مبتهجاً هانئاً مطمئناً، ينعمُ بنفس الحياة السعيدة وبنومها الهانئ الممتزج بالأحلام السعيدة التي تبعث في قلب صاحبها الأمل بأن الحياة ممتعة . أيتها الغالية على قلبي … عندما نتكلم عن الحُب فإننا حتماً نتكلم عن حنان، عن أُلفة، عن وفاء، عن اعتزاز، عن تقدير، عن تبادل للأحاسيس والمشاعر …. والكثير الكثير مما يختزله مفهوم الحُب من معانٍ سامية نقف أمامها وقفة ملؤها التفاؤل .

للحُب قي قواميس العاشقين مفاهيم شتى ، لكن حُبي لك في قاموس قلبي ، يكادُ يكون إنفرادياً ، فإن كانت دمعة العين توحي بحزنٍ أو فرح ، فإن ذلك حتماً تعبيرٌ صادقٌ وواقعي عما يكنهُ ويختزنه القلب من مشاعر ، أبت العين إلا أن تكون جزءً منها ، فنبضات القلب تألف عالم الحُب وما نبضات القلب إن كانت في بطئٍ أو تسارع إلا تعبير عن خفايا الروح التي تفيض حُباً ، حينها تُنشد أبياتُ القصيد ترانيمها الشجية للمحبوب بأبياتٍ أو خواطر لها في صميم القلب نثراً .

وأقولها لكِ بصدق لايصاحبه كذب أو مجاملات بأنني أحبك حُباً لو قسمت مشاعره على أهل الأرض لكانت كافية لهم ، إن المجاملات اللطيفة والمداعبات الخفيفة الممزوجة بالضحكات الصادقة، والتي لا يعتريها أدنى شك من مصداقيتها، لهي دليل صادق على جانب صادق من جوانب الحُب الوضاء، والذي يُنير عتمة الليل الحالك السواد المملوء بالحزن والقلق والاكتئاب والخوف من حاضر الأيام ومستقبل السنين . كما أن الحرص على الإطمئنان بين المحبوبين على حالهما هو العمود الفقري لهذا الحُب ، فإن إمتزج كلا القلبين في بوتقة هذا الحُب لن يكون هناك مجال لكسر الخواطر لأنه وإن إنكسر خاطر أحد الحبيبين كان ذلك بحد ذاته نهاية لحياته التي سخر دقائقها وساعاتها وأيامها لقلبك المعشوق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى